كتب الله عز وجل على الإنسان استقبال زائريه والإحسان إليهم حتى بات إكرام الضيف من الإيمان وقيم الإسلام..
لكن يتباين الضيوف تباينا شديدا حتى تكاد لا ترحب ببعضهم وتطرد البعض الآخر في أسوأ الأحوال..
وأسوأ الزائرين هو المرض، لأنه ضيف غير مرحب به وغير مرغوب في زيارته، وإن استقبلته فإنك تجتهد بالدعاء من أجل خروج آمن فلا ضرر ولا ضرار..إلا أنه قدر من الأقدار السارية وفي ذلك يقول الشاعر :
ثمانية لابد منها على الفتى
ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهَمٌّ، واجتماع وفُرْقة
ويُسْر وعُسْر، ثم سقم وعافية
فهو كأس كل منّا شاربه وإن اختلفت المقادير.. فاحتمالنا للمرض وما يصاحبه يختلف أيضا من شخص إلى آخر وهنا يتجلى الشاكر والصابر والساخط..
وفي ديننا الإسلامي الحنيف المرض ابتلاء وتطهير فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما يصيب المسلم من نصب (تعب) ولا وصب (وجع وألم)، ولا همّ ولا حزن، ولا أذى ولا غمّ، حتّى الشّوكة يشاكها، إلّا كفّر الله بها من خطاياه ) رواه البخاري .
جعلنا الله وإياكم من الشاكرين الحامدين في السراء والضراء..
◄ الختام:
وصف شاعر الفصحى الكبير أبو الطيب المتنبي مرض الحُمّى في أبيات تفيض بلاغة وجمالا فقال:
وزائِرَتي كأنَّ بِها حَياءٌ –
فَليسَ تَزورُ إلاّ في الظَلامِ
بَذلتُ لها المَطارِفَ والحشايا –
فعافَتها وباتَت في عِظامي
يَضيقُ الجلدُ عن نفسي وعنها –
فتوسِعُهُ بأنواعِ السقامِ
كأنَّ الصُبحَ يَطرُدُها فَتجري –
مَدامِعُها بأَربعةٍ سِجامِ
أراقبُ وقتَها مِن غَيرِ شَوقٍ –
مُراقَبَةَ المَشوقِ المُستهامِ
ويَصدقُ وَعدُها والصدقُ شَرٌ –
إذا ألقاكَ في الكُرَبِ العِظام