لا شك أن القراءة هي مفتاح الحضارة فكلما أوغلت في متون أمهات الكتب ونهلت من معين العقول والأرواح بين دفتيها.
والأمم التي تدرك هذه الحقيقة مبكرا تؤسس لحضارة جذورها ضاربة في اعماق التاريخ ككل الحضارات السابقة بما فيها الحضارة الاسلامية التي اسست الكثير من انجازاتها على أعمدة الفكر والادب الروماني والاغريقي وغيره من الارث الانساني السابق وكذلك فعلت الحضارة الأوروبية الحديثة التي استلهمت علومها وآدابها من امهات الكتب الاسلامية…
أما في ايامنا هذه فمن الزعماء الذين أدركوا هذه الحقيقة الثابتة، الزعيم التركي رجب طيب أردوغان الذي بعث ما يسمى ببيوت القراءة التي توفر للانسان كافة الخدمات كالشراب والطعام، والإنترنت مجاناً.. لأن المطلوب منه هو أن يقرأ فقط. الى الوجود ليساهم في دعم الأمة التركية في مشروعها النهضوي الناجح.. فبيوت القراءة التي يسميها الاتراك.. قراءة خانة بدأت في القرن الخامس عشر وهي عبارة عن اوقاف تدفع الدولة مصاريفها منذ القرن السابع عشر.
بدأت بدور للقراءة ثم مقاه لتناول القهوة والشاي ثم اضيفت الالعاب كالطاولة والورق لترفع الكتب الى الرفوف كزينة فيعيدها باعث نهضة تركيا رجب طيب أردوغان إلى متناول اليد فيجد طلاب الثانوية والجامعة مكانا للمطالعة والدراسة في جو هادئ تقدم فيه الخدمات والفعاليات مجانا.
ويراهن الزعيم التركي على هذه البيوت وقلما خسر هذا الزعيم رهاناته. ونحن في قطر نعمل على أكثر من صعيد لتأصيل عادة القراءة وتشجيعها من خلال فعاليات منوعة طوال العام تستهدف خلق جيل قارئ له مساهمات نوعية جادة في نهضة بلاده التي تجاوزت محيطها الاقليمي، محققة مراكز متقدمة في كثير من الميادين التي تعمل على تحقيق رؤية 2030
◄ ختاما..
حينما اتحدث عن القراءة استذكر فكرة عبقرية مفادها: ان الانسان لا يستطيع التحكم في طول عمره ولكنه بالقراءة يستطيع التحكم في عرضه من خلال بعد الأفق وعمق الفكر.