صادفني هذا المصطلح الجديد على مسمعي في جلسة نسائية مختلطة الأهواء والأعمار.. تدحرج على لسان صبية فتية لكن عقلها يوزن بلداً على رأي المثل السائر. فاستوضحت منها القصد رغم أنه واضح من سياق الحديث إلا أنني أحببت سماعه منها. فقالت وأسهبت في معناه الذي صادف مقالا كنت قد نشرته سابقا يناقش المعنى ذاته. وهو أن بعض المطاوعة (رجال الدين والمتدينين) ممن أخذوا قشور الدين وأسرفوا في مظهرهم الملتزم إلا أن جوهرهم لم يتخلص بعد من شهوات الدنيا وملذاتها خاصة تلك المتعلقة بالنساء. فتجد عينيه زائغتين تطارد الفتيات خاصة الجيل الجديد الباذخ في زينته المتحرر من عاداته وتقاليده..
وحين يلقى القبض عليه متلبسا يبدأ في النصح والعظة بالستر وعدم التبرج فينطبق عليه وصف الشاعر احمد شوقي:
برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين
يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين
ويــــــقول الحمـــــد لله إلــــه العالمــــين
يا عبـــــاد الله توبوا فـهو كهف التـــائبين
الخطير أن بعض (المطامعة) تجاوزوا الحدود ببناء علاقات سرية عبر الهواتف وغيرها.. الحديث فيها يكسر القيود ويستبيح المحرمات!! ومنهم وجوه معروفة في المجتمع للأسف الشديد. فذلك ما اكتشفته بعد بحث طويل حول اهتمام قديم تطرقت إليه سابقا وهو: أن بعض مشايخ الدين هم شيوخ النفاق إلا من رحم الله.
وهذه نتيجة مؤسفة نظراً لحاجتنا المتزايدة للواعظين والنصّاح في زمن الفتن وعالم يتغير بسرعة لاهثة..
فحينما نفقد الثقة في (المطاوعة) ففيمن نثق.. ومن نحترم إذاً؟؟
الحمدلله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وولدنا مسلمين لكني أرى أن التفقه في هذا الدين العظيم فريضة وواجب ملّح ولا يأتي بين يوم وليلة.. لذلك المتفقه في الدين مهما كان مظهره.. أقرب من أولئك المدّعين.
الذين أطلق عليهم (مطاوعة الفطر) لأنهم ينبثقون من تحت الأرض بين ليلة وضحاها ليرتدوا ثياب الوعّاظ وقد كانوا بالأمس في أمس الحاجة للوعظ والإرشاد فأساءوا لصورة رجل الدين المحترم.
فليت كل من تتعرض لنفاق هؤلاء المطامعة أن تقدم بلاغا للسلطات ليعاقبوا أشد العقاب.. وليكن عذابهم ضعفين نظراً لتأثيرهم الشاسع..
◄ الخلاصة:
قال الرسول ﷺ: إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. فأعملوا على جوهركم أكثر من مظهركم.. واعتبروا يا أولي الألباب.