رحلة الشتاء والصيف

Loading

جاء في خبر أفردت له وسائل الاعلام مساحة اكبر منه أن 105 آلاف قطري سافروا إلى لندن وباريس هذا الشتاء.. وربما الرقم هو ما ادهش تلك الوسائل إلا ان ما ادهشني مؤخرا هو ارتحال القطريين وهم ابناء الصحراء الحارة إلى العواصم الثلجية.. ورغم ان لندن تمثل للقطريين وجهة سياحية شتاء وصيفا إلا انها وباريس ليستا الوحيدتين هذا الشتاء حيث كانت اسطنبول وباكو من المدن التي نافست على نصيب من هذه الرحلة الشتوية فانتشرت صورهم المدججة بثياب شتوية تدفع عنهم الثلوج المتساقطة هنا وهناك.. ومما اعجب له عشق سكان الصحراء للثلج وهو ليس من بيئتهم ولم تعتد اجسادهم على قرصاته التي تفقد من ألفه في تلك البقاع اطرافهم.
وتحضرني الآن ذكرى مارس الماضي حيث ضربت عاصفة ثلجية منطقة الاصنام في الجزائر حيث اقمت في جبالها اسبوعا فاتذكر مشاعري القوية تجاه هذه الظاهرة الجميلة والغريبة عني.. مما دفعني لتكرار التجربة هذا العام فأزور اذربيجان في عز الشتاء واسكن الجبل لالتقي الثلج طاهرا من فيض السماء.. واتساءل: ترى ما السر وراء هذه العلاقة الناشئة بين الصحراويين والثلوج؟؟
هل هو دمهم الحار أم صيفهم الأشد حرا؟؟
سأترك الاجابة للمختصين لأطرح سببا آخر للسفر شتاء، حيث حرص البعض على حضور احتفالات رأس السنة الميلادية التي تتسابق عواصم العالم ومن بينها الإمارات والمغرب على الابتكار في تلك الاحتفالات وتقديم كل جديد عاما تلو الآخر.. حتى انبأت صحافة العالم بأن المغرب قدمت هذا العام حفلا مبهرا تفوق على العديد من اهل هذه العادة.
وفي رأيي أن أولئك المرتحلين ينظرون إلى هذه الاحتفالات كونها مهرجان فرح أكثر منه احتفال ديني وحضورهم هذا الاحتفال بحثا عن البهجة والدهشة.. فالألعاب النارية في حد ذاتها تحيي شعور الطفولة فينا..
حفظ الله المرتحلين اينما ذهبوا وأعادهم لديارهم سالمين..
وعلى طاري السلامة…
نحمد الله على سلامة السائح القطري الذي تعرض للسرقة جهارا..
ونعجب ممن نسي ذلك في خضم التبريرات التي يلتمسونها للصوص فيعطونهم عذرا لسرقة من تبدو عليه مظاهر الثراء؛!!!

الخلاصة:
اتقوا الله سراً وعلانية وانشغلوا بأنفسكم فلا تنبشوا النوايا
دعوا الخلق للخالق وتمنوا لهم السعادة.. تأتيكم مهرولة..