الجرد السنوي

Loading

اليوم تطوي ٢٠١٨ سجلها بكل ما جاء فيه من أفراح وأتراح، لتبدأ غدا سنة جديدة بكل ما فيها من وعود مخبوءة تحت لحاف الأمل والتفاؤل.. وأنا إذ أقف على مفترق هذا الطريق أفكر فيما مضى من أحداث وعِبر أقر بأن الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذه الحياة هي الموت.. فمهما مرت الأعوام وتبدلت الأحوال يبقى الموت هو الحقيقة العارية التي لا يسترها إيمان ولا يجملها اعتياد..
مصيبة الموت تطل برأسها في كل ساعة وحين لتؤكد أنها ماثلة للعيان وإن تغافلها القلب وتناساها العقل وكافحها الدعاء.. غفر الله لموتانا وسهل علينا الطريق الذي سلكوه لنصل وإياهم الى جنات النعيم بإذن الله.. فلاعلاج لمصائب الدنيا الا الجنة.
صمود وثبات
الحمد سيل لا ينقطع لله عز وجل الذي، ألهمنا الثبات أمام تقلبات الزمان وأسوأها حصار قطر الذي كشف حقائق صادمة وأسقط أقنعة زائفة لكنها لم تهز إيماننا بالخالق الذي يمهل ولا يهمل، فصمدنا وسنبقى كذلك لأن الأصيل لا تغيره النوائب بل تصقله ليزداد أصالة وثباتا على طريق الحق وإن قل سالكوه..
الخدمة الأفضل
من خلال الحركة الدائبة في شوارعنا والتغيرات المذهلة فيها نلمس سرعة الإنجاز وتيسير الأمور على مستخدمي الطرق وعابريها مما يتوحب علينا أن نشكر «أشغال» على الخدمة الأفضل في ٢٠١٨..
راجين من وزراء الخدمات أن يتعلموا سر نجاحها وينفذوا خطواتها في قلب المعادلة من شكوى الجمهور وغضبه إلى
رضاه عن الأداء وتوجيهه الشكر للقائمين عليه.
الخدمة الأسوأ
كمواطنة أرشح مستشفى حمد العام لهذه المرتبة فحتى هذه اللحظة يعجز هذا المستشفى وسائر المستشفيات التي تقع تحت إشراف مؤسسة حمد الطبية عن خدمة المواطنين وتوفير الخدمات الصحية لهم رغم كل الجوائز المعلنة والتقارير المنشورة التي تزيف واقعا مفاده أنني كمواطنة أمرض فلا أجد طبيبا يداويني ولا سريرا يؤويني ولا حتى طوارئ تستقبلني، فاضطر للحصول على «حقي» في الخدمة الطبية بالواسطة.
أو دفع مبالغ طائلة في مستشفيات خاصة.. مما يتنافى مع مجانية العلاج التي يتشدق بها المتشدقون..
وليس أسوأ من هذه الخدمة الا المسؤولون عنها الذين استوطنوا أبراجهم العاجية وتركوا المواطنين يأنون من وجع المرض تارة ووجع سوء الإدارة تارات أخرى..

الخلاصة.
عام يرحل.. وعام يقبل
تلك أمانة تستوجب جرداً سنوياً
يصلح الأخطاء ويعزز الإنجازات
يقلص السيئات ويزيد الحسنات
فالعمر أمانة سنسأل عنها..
فهل أنتم مستعدون أيها المحتفلون؟؟