أعيدوا النظر

Loading

لم يصدق الطاقم الطبي الذي وصل لإسعاف الطالبة وانج دافان 18 عاماً المشهد الذي رأوه، حيث تمددت الطالبة على الأرض بعدما صدمتها شاحنة وتركتها على قارعة الطريق تعاني الآلام الشديدة، لكنها في نفس اللحظة كانت تراجع دروسها بقاموس إلكتروني حتى لا يضيع الوقت دون فائدة.
في لحظة تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها.
في حث جميل على العمل المخلص حتى النهاية بغض النظر عن الظروف المحيطة.
وفي لحظة أخرى.. تذكرت طلاب وطالبات اليوم الذين يتأففون من المدرسة بكل ما تمثله – إلا من رحم ربي – غير آبهين بأهمية التعليم في صناعة الحضارات، ضاربين برموزه عرض الحائط فلا احترام للمعلم الذي خلعت عنه الصفات القدسية كرسول تستغفر له المخلوقات.. ولا تقدير لكتاب أو مرجع يُرمى دون اعتبار لمكانته في توثيق التجربة الإنسانية.
وللأسف ذلك ما ينطبق على الموظفين والموظفات حالياً – إلا من رحم ربي – فيكفيك مشاهدة الرسائل والمقاطع المصورة التي تصلك ليلة الأحد والمضمون الساخر أو الساخط على بداية أسبوع العمل في كفر واضح بالنعم.
فالمتأمل في أحوال الشعوب ومدى حرمانها من فرص التعليم المجانية والعمل الجيد والدخل المجزي المستقر سيدرك حتماً أهمية دوام الحمد والشكر حتى تدوم علينا النعم ولا نفقدها تحت أي ظرف من الظروف – لا قدر الله – على هذا البلد الطيب.

أعتقد أن تصرفات مثل هذه (السخرية والسخط على العمل أو المدرسة) تنم عن عدم النضوج والسطحية.. وإن كنت أغفرها إلى حد ما عندما تأتي من طالب في طور النمو افتقد الأسوة الحسنة والتوجيه السديد إلا أنني انزعج بشدة من صدورها عن موظفين وموظفات يفترض أنهم في موقع المسؤولية.
إن النظرة السلبية للعلم والعمل تؤثر حتماً على الأداء وهذا ما نلمسه في كل مكان دون أدنى مبالغة.
حتى الطبيب الذي كنا نحسبه ملاكاً للرحمة عاد مجرد إنسان يخطئ أكثر مما يصيب!
وقس على ذلك بقية العاملين الذين لا يظنون أن تزوير دخول مكان العمل لا يجعل الراتب حراماً.
ينبغي على الجميع من القمة إلى القاع مراجعة أدوارهم لتعود منظومة التعليم والعمل لطريقها الذي حادت عنه بسبب ضعف الإيمان وغياب الضمير والكفر بالنعم.
لنرتقِ معاً سلم الأفضلية ونحافظ على مكانتنا في قمة العالم..

الخلاصة:
قال الله تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].
إذا استشعر أحدكم مراقبة الله عز وجل لعمله أشك أنه سيجد فرصة لإرسال رسالة تسخر من العمل أو تسخط
على المدرسة.