الحرية أثمن مايملكه الإنسان وسلوا الثوار المجاهدين عن مهرها.. فللحرية باب بكلّ يد مضرّجة يدقّ..
ورغم مواكب الشهداء المتلاحقة في سبيل الحرية عبر التاريخ إلا أن انسان الحاضر تنازل عن حريته مختارا وسلم قياده طائعا للأسر.. الانسان في هذا العصر أسر نفسه للأجهزة الالكترونية واستسلم لوسائل التواصل الاجتماعية باحثا عن الوهم لتنفجر في وجهه أكبر مشكلة صادفها في تاريخه..
مشكلة ذات ابعاد مختلفة أثرت فيه وفي محيطه تأثيرا عميقا وممتدا أخشى أن يبقى مابقي الانسان..
هذا الأمر الذي تنبهت له الجمعية الملكية للصحة العامة في بريطانيا، فأطلقت حملة لتشجيع مدمني مواقع التواصل الاجتماعي على استعادة الحرية من خلال التوقف التام عن تصفح هذه المواقع لشهر على الأقل!!
وركزت على مستخدمي منصات فيسبوك وإنستغرام وتويتر وسناب تشات. لأن الابتعاد عن هذه المنصات الاجتماعية يساهم في الحد من آثار تلك المشكلة المتفاقمة، ويساعد في تعزيز العلاقات الاجتماعية في محيطهم، ويحافظ على الصحة العامة عندهم. واعتقد أنه تصرف صائب لأنه يسعى لتسليط الضوء على دور الإعلام الاجتماعي في تفاقم مشاكل لاحصر لها خاصة عند الشباب الصغار. هذه الوسائل التي فاضت بأسوأ ما تمثله الشرور الانسانية رغم انها تحت الأضواء.. فما بالك بالشبكة السوداء المعتمة!!؟؟ اعتقد أنه من منطلق مسؤوليتنا كآباء ومربين علينا أن نعمل على توعية الشباب بأهمية الوقت الذي سنسأل عنه؟؟ وتشجيعهم على استثمار أعمارهم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة حتى يجدوا إجابة مُثلى حين يسألون فيما أفنوا أيامهم وضاعت أعمارهم ؟!! كما أنها مسؤولية الدولة ممثلة في مؤسساتها وعليها يقع العبء الأكبر في ترشيد استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي وتشجيعهم للخروج إلى أرض الواقع من خلال البعد عن أنشطة الواقع الافتراضي. وليكن هناك يوم في تقويم الدولة للتوقف عن استخدام تلك الوسائل والتحرر من أسرها والانغماس في اللقاءات العائلية والواجبات الاجتماعية التي وهنت لطول هجرها..
اعتقد أنه أمر جدير بالتفكير فيه…
.
◄ الخلاصة:
المدمن ليس من تعاطى المخدرات فقط، فمن أسر نفسه لجهاز ما واستسلم لتطبيق ما، هو مدمن أكثر سوءا، والضرر الذي يتعرض له ليس أقل مما يتعرض له مدمن المخدرات بشكلها المعروف.. فحطم قيدك .. استعد حريتك.