من يعرف أبسط أبجديات الإدارة يعرف أن الموظفين أنواع يختلفون باختلاف أدائهم للعمل وتحملهم للمسؤوليات، فالمميز هو من يدفع عجلة العمل إلى أقصاها حيث وفرة النجاح بفضل حسه العالي بالمسؤوليه وهمته ونشاطه وإنجازه ومبادراته.
أما المساعد فهو الذي يتعلم ويحسن مستواه ويتبع التوجيه والإرشاد باذلاً أقصى جهده في عمله مخلصاً له.
ثم يتدرج الموظفون بحسب مهاراتهم، فلا يشكلون فارقاً كبيراً في محيط العمل لأنهم مشغولون بما يجري في ميدانه ولا يساهمون مساهمة فاعلة.
ومنهم من يمثل العبء الذى يعرقل عجلة العمل، ومنهم من يجنح للنفاق فيمثل العمل وفي الواقع هو عائق كبير لذلك يتسلق على أكتاف زملائه مغازلا الذات لمنتفخة عند مسؤوليه ليحصل على مالا يستحق!!
أما النوع الأسوأ فهو من يعمل ضد مؤسسته ليوقف عجلتها الدائرة بغبائه أو خبثه بارتكابه الفواحش الإدارية ما ظهر منها وما بطن.. ومن أولئك من يستحل راتبه وهو نائم في فراشه!!
وأعزو ظهور الأنواع السيئة لضعف المسؤولين وإساءة فهمهم للتكليفات التي تأتي من عل فيتقوقعون في مكاتبهم وراء المكاتب الفخمة ليقع عبء العمل كله على أكتاف المميزين الذين يعملون ضمن مثل عليا وإحساس عال بالولاء للوطن ووجوب رد الجميل له من خلال الإحسان في العمل والأداء التام للواجب..
ويحضرني في هذا المقام قول مديرة لموظفة مميزة شكت لها ثقل الأعباء فردت عليها: الموظف الشاطر (المميز) شماعة نعلق عليه المهام.
وهو مفهوم منتشر في ميدان العمل فمن خلال متابعتي لما يحدث فيه على اختلاف مؤسساته وهيئاته أجد أن المميزين يُضحى بهم على نصب المسؤولين الذين يمتصون جهدهم وطاقتهم حتى آخر رمق دون الحصول على حقوقهم كاملة في استخدام جيد للعصا والجزرة!!
وقد يبدو هذا المشهد حزينا إلا أن الأكثر حزنا هو ترقي الموظفين السيئين ليجد المميز نفسه تحت إدارة منافق أو انتهازي أو لص أو غير مبال وهذا أضعف الهوان!!
حقيقة أنا سعيدة بأن المديرة صاحبة مقولة الشاطر شماعة احيلت للتقاعد وفي نفس الوقت حزينة لانتشار فئة لا بأس بها ممن هم على شاكلتها
أولئك الذين يهمهم دوران عجلة العمل ولو داست على أرواح مميزة أرهقها الظلم والاستعباد!!
وأنتظر من وزارة التنمية العمل على تنقية أجواء العمل من هذه الآفات.. من خلال تفعيل التقييم من رأس الهرم إلى قاعدته..
وختاماً
للمميزين أقول: اجعلوا عملكم لوجه الله تؤجرون عليه في الدنيا والآخرة
أما المسؤول الظالم فأذكره بأن الله يمهل ولا يهمل..
الخلاصة:
إن كنا نشكر معالي رئيس الوزراء على أمره بتشكيل لجنة للتظلم فإننا ننادي بعدم وجود الظلم من أصله!!
هذا الظلم الذي انتشر حينما أمن المسؤولون العقوبة فأساءوا الأدب مع الله قبلا ثم مع الوطن..
وأذكرهم بقوله تعالى:
“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”[إبراهيم: 42]
.. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد..