بدأ دعم الشباب وتمكينه على يد سمو الأمير الوالد المؤسس الثاني لدولة قطر، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية، وجاء تتويج هذا الدعم بالتنازل عن الحكم لأمير شاب أثبتت الملمات أنه جدير بالثقة الخالصة والاحترام المطلق..
وكلا الأميرين حفظهما الله دعما الشباب دعما تاما في دعوات متجددة تهدف إلى صناعة المستقبل والحفاظ على المكتسبات التي تحققت على ايديهما المباركة.
إلا أن هذا المسار انحرف في مرحلة ما ليصعد الشباب مهما كان مستواهم على أكتاف جيل الوسط الذين تتم التضحية بهم، في استجابة خاطئة لتوجيهات كريمة!
هذا الجيل الذي وجد نفسه في موقف محيّر، فلا هو من جيل الكبار ليحتفي بإنجازاته، ولا هو من جيل الصغار لتفتح أمامه مغارة علي بابا المليئة بالفرص الذهبية!
والأسوأ من ذلك، أن بعضا منهم وقعوا ضحية تنفيذيين شباب تم تعينهم في مواقع مفصلية لحصولهم على بكالوريوس من جامعات دولية (فقط) دون أي خبرات حقيقية تدعم تلك الشهادة فتلهمهم السبل الصحيحة للحفاظ على الخبرات واستثمارها في مؤسساتهم، فلجأ بعض الموهومين لتطفيش الخبرات أو إحالتهم للتقاعد المبكر؛ لأن غرور العظمة ضيّق المساحة، فلم تعد تتسع لجيلين استثمرت فيهما القيادة السابقة واللاحقة موارد ثمينة.
لذلك يصدم المجتمع بين فترة وأخرى بتصدر البعض المشهد وهو لايملك من معايير الصدارة الا قليلا!!
في الوقت الذي يغيّب أصحاب الخبرات المميزة عمليا أو ثقافيا أو إعلاميا!
وجوه تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي ذات الجماهير المترامية الأطراف، ليطغى نموذج ضحل، إلا من رحم ربي.
وحيث إن تلك الوسائل سحبت البساط من الإعلام التقليدي، صار الوضع إجبارا لا اختيارا.. فمتى يصحح المسار؟
ليقدر الشخص بحسب إنجازاته ومهاراته، لا الجيل الذي ينتمي إليه.
إن مجتمعنا يحتاج لمبادرة عميقة تعيده إلى المسار الصحيح قبل انزلاقه في مزالق الهشاشة والتسطيح، لا مبادرات واهية إن نفذت واحدة سقطت مقابلها عشر اكتفت بالاستعراض (الشو الإعلامي) دون أي أثر واقعي ملموس!
الخلاصة
قبل سطوة الإعلام الجديد ولغته التي تحتاج للتهذيب
كم من قضايا حلت
وكم من قوانين عدلت
وكم من قيادات تغيرت
بحبر قلم مثقف ومخلص أجاد طرح وجهة نظره
فاستجاب له صاحب القرار..
لا حملات ضغط يختلط فيها الغث بالسمين وتختبئ خلفها دوافع شخصية تفرض لغة منفرة مرفوضة…
تحية وتقدير لمن يستحق التقدير (فعلا)