المنصب أيا كان هو منصب يمتحن قيم الانسان وطبيعته، فالواثق من نفسه وقدراته ومهاراته ينظر للمنصب على أنه تكليف فيحرص على الانجاز وصناعة صف ثان من القادة المستقبليين سواء للمنصب ذاته أو غيره.
بينما المهزوز فيعتقد أنه قد ملك الدنيا وان كان مسؤول النظافة في مكان ما!.
فالمنصب عنده تشريف صادف غرورا وتعطشا للسلطة وهو شهوة ان لم تسيطر عليها كانت طريقك الممهد للنار.
والمؤسف أنه كلما تقدم الزمان بنا طغى النوع الثاني على النوع الأول الذي يُحارب وتُوضع في وجهه العراقيل حتى ينسحب بهدوء من بيئة مسمومة مليئة بالعاهات النفسية والعقلية.
النوع الثاني يحرص على مظاهر السلطان و(الهيلمان) من مظاهر الأبهة والتشريف أكثر من حرصه على مجريات العمل فتتراكم الأزمات والمشاكل وتتحول بيئة العمل الى بيئة طاردة.
فأول أيامه في مكتبه يأتي وقد اصطحب شلته فعين اقربهم مديرا لمكتبه ولا مانع أن يكون من عائلته.
تلك العائلة التي ستنتشر في كل مفاصل جهة العمل ليكونوا جواسيس له وتقاريرهم عنده مصدقة أكثر من تقارير الأداء!.
أما قراره الثاني فهو تجديد مكتبه ليحوله مجلسا خاصا يلتقي فيه بالأهل والأصحاب!
وكم من مكتب خجلنا من ولوجه بسبب كثرة الرواد من الرجال!.
وكم من مسؤول اضطررنا لسؤاله الخروج من المكتب لنتمكن من مناقشته في الموضوع الذي جئنا من أجله!.
وقد نما الى علمي أن احد هؤلاء يعمل كرئيس تنفيذي يزمع تجديد مكتبه بمبلغ تجاوز 5 ملايين ريال من ميزانية مؤسسته التي أمضى فيها ردحا من الزمان دون انجازات تذكر!.
مع ملاحظة أن مبنى المؤسسة مستأجر!
وبسبب هذه القرارات الانانية يظلم عند مثل هذا المسؤول كثيرون فلا زيادة في الرواتب ولا تعديل في الأوضاع والترقيات مؤجلة والترقيات الاستثنائية مرفوضة حتى يضطر الموظف المجتهد الى الهجرة من المؤسسة الى بيئة محفزة فيصطدم بشرط (التنمية) الذي يرمي إلى تحجيره عاما قبل الالتحاق بوظيفة أخرى.
هذا عدا الاتفاقيات الجانبية التي لا اعرف مدى مشروعيتها بين جهات العمل الحكومية بعدم قبول توظيف المواطنين!.
شيء عجيب.. يحتاج الى وقفة جادة من حكومة تسعى لراحة العمال وتوفير كل سبل الراحة لهم بينما المواطنون يعانون تعنت أصحاب العروش المزيفة!.
فهل من تحرك ينصف العشرات من المطحونين؟!
الخلاصة
إذا دعتك قدرتك لظلم الناس.. فتذكر قدرة الله عليك.