المكان الصحيح لربط الحمار!!!

Loading

ابتليت قطر في مستهل الألفية الحديدة بما يسمى بالبند المركزي وهو المكان الذي يؤول اليه الموظفون الزائدون عن حاجة العمل بغية اعادة توظيفهم في اماكن عمل أخرى تكون بحاجة اليهم.
والفكرة تبدو رائعة الا ان تنفيذها حولها الى مقصلة الكفاءات حيث أوكل الأمر للمسؤول المباشر الذي شخصن الأمور فلم يحتكم لانجازات الموظفين وانما لعلاقاته معهم مطبقا القول السائر : من حبته عيني ما ضامه الدهر.
وقد كنت شاهدة على هذه التصفية العشوائية التي راح ضحيتها كثير من المميزين وحملة الشهادات العليا والشباب!!
ليهنأ المسؤول بشلته الموالية له وشللهم.
ونسي ما قدمت يداه واستحق بسببه دعوات المظلومين.
وخلال عقد من الزمان لاحظت أن معظم من تم التخلص منهم أولئك الذين يصرون على ربط الحمار في مكانه الصحيح بينما تم الإبقاء على من يربطه في المكان الذي يراه صاحب الحمار صحيحا!!
وفي حادثة مؤلمة أذكرها_ حين كنت مديرة مدرسة وصاحبة ترخيص_لزميل رأى إصراري على احقاق الحق والالتزام بالمعايير بعيدا عن المزاجية والتخبط  فنصحني بأن أربط الحمار مكان ما يريد صاحبه. فصدمت وأجبته  وهل أصبح أبناؤنا حميرا نربطهم؟؟
ماذا ستقول امام الله حين يسألك عنهم؟؟
فاستقلت وتقاعدت تقاعدا مبكرا
بينما أصبح هو مديرا لادارة هامة في وزارة حيوية!!
واليوم تتكرر المأساة بأوجه أخرى حيث تحال الخبرات القطرية للتقاعد ومنهم الشباب لتتحمل الدولة عبء قرارات لم تراع مصلحتها في المقام الأول.
تصدرها جهات تعاني ازدواجية شديدة في الرؤية حيث يحال القطري الذي يكاد يصل سن التقاعد للتقاعد ليحل محله غير قطري أكل عليه الدهر وشرب!!!
وبصفتي تربوية في المقام الأول مارست التعليم مدة كافية للإدلاء برأيي في إحالة الخبرات التعليمية للبند المركزي أو التقاعد في وقت تحتاج فيه الدولة الى جهود الخبرات المخلصة في هذا المجال الحيوي  أؤكد أنه عبث بمقدرات الدولة التي علمت ودربت وصنعت خبرات تراكمية تستحقها فيأتي مسؤول ويشطب حياة انسان بجرة قلم غير عابئ بالدولة ولا مواطنيها.
إن من يعمل في التعليم كلما مرت به السنوات أصبح جوهرة لا يمكن الاستغناء عنها بفضل تنوع خبراته وتعدد أساليبه..
فما بالكم وقد أصبحتم كالقطة تأكل أولادها بوهم حمايتهم..

الخلاصة :
اتقوا الله أيها المسؤولون.. فقطر تستحق الأفضل من أبنائها فلاتحرموها عطاءهم..