هي امرأة ذات شخصية بارزة مستقلة ذكية تجيد التعبير عن نفسها بطلاقة وقوة ووضوح، كما تجيد القيام بالمهام الموكلة إليها على أتم وجه وبنجاح يثير غيرة الرجال الذين يعانون من عقدة المرأة القوية خاصة في محيط العمل..
فيحاولون تحجيمها من خلال محاربتها أو التقليل من شأنها أو حرمانها من حقوقها..
ولأنهم لا يجدون في عملها نقصاً ينتقد لأنها تتفوق عليهم فإنهم ينتقدون شخصها بعبارات يعتقدون خطأ أنها تنال منها ولا يدرون أنها تزداد قوة وثباتاً كلما اتهمها رجل ضعيف مستضعف بعبارات عفا عليها الزمان كـ (لسانها طويل) أو (سليطة اللسان) أو (عصبية) أو (دمها حار)!!!
حقيقة يؤسفني سماع عبارات مثل هذه في وقتنا الحاضر لسببين:
الأول : لأنني لا أتوقع أنه ما زال هناك رجال رجعيون عنصريون لا يقبلون بتوفق المرأة وإبداعاتها..
والثاني : لم أظن أن تطور التعليم لم يجد نفعاً في إعادة برمجة عقولهم ليعلموا أن المرأة القوية شريك موثوق يمكن الاعتماد عليه.. لا محاربته والتعنصر ضده!!!
فبدلا من الحوار الذي يفتح آفاقاً لتعاون ناجح، يقوم بعض الذكور بحياكة المكائد لإسقاط امرأة ناجحة أو الشوشرة عليها بإطلاق أحكام غير موضوعية مبنية على العواطف يدفعهم الثأر لكرامة مأزومة..
رجال تربوا على أن المرأة كائن درجة ثانية خلقت عبدة لهم فتفاجأوا بها زميلة عمل تدير مهامها بنجاح مشهود واقتدار يستحق التقدير..
لها مواقفها التي تدافع عنها بخوضها حواراً واضحاً مبنياً على ثقتها بنفسها وقراراتها الجريئة التي قد تصيب أو تخطى كونها بشرا لا ملاكا ولا شيطانا..
فقط هي امرأة أحسنت إلى نفسها وجودت عملها ودافعت عنه بلغة قوية واضحة دون إساءة أو تجريح..
ففرضت احترامها على الرجال الذين يثقون بأنفسهم فقدروا عملها وأتاحوا لها فرصا ذهبية لتزداد نجاحاً وتألقاً..
بينما ضعاف النفوس يمارسون نفاقاً بغيضاً فيضحكون في وجهها ويمتدحون عملها بينما طعناتهم تتوالى خناجرها على ظهرها بمجرد ان تتركهم وتمضي قدماً..
مؤسف أن نجد أمثال هؤلاء المنافقين بيننا يضحكون في وجوهنا ويغرسون خنجر الغيبة والسخرية والاتهامات الباطلة في ظهورنا.. عليهم من الله ما يستحقون..
الخلاصة
إلى كل امرأة قوية ذات شخصية مستقلة كوني كالجبل الراسخ، قد تعتريه الرياح، والعواصف من دون أن تسقطه أرضاً، فالغلبة للحق رجلاً كان أم امرأة..
نسأل الله الشفاء لمن يعاني من العقد فيعقد الأمور.