ذاك إرثهم..فاتركوه

Loading

منذ عام وبضعة أيام تعيش قطر اختبارا عسيرا تفوقت فيه، بفضل رب العزة الذي ألهم أهلها قيادة وشعبا الثبات والصمود ضاربة بذلك أروع الأمثلة للعالم قبل الشرذمة التي استهدفت أمنها وسيادتها.
وهذا أمر يستحق الرصد والحفظ في ذاكرة التاريخ الذي لا ينسى ولا يموت..
ولطالما كان الشعر هو ديوان الحفظ الذي سجلت فيه العرب مشاعرها المتضاربة قبل أيامها المشهودة..
لهذا نشط الشعراء في قطر وغيرها من دول العزة والشرف التي نصرت الحق القطري على الفئة الباغية واغدقوا علينا قصائد رائعة زينها الصدق والجمال.
واذا كانت المنابر والاسواق الأدبية وسيلة الأقدمين فان الاغنيات هي وسيلة الحاضرين حيث تدفق سيل له أول وليس له آخر مما حول الشدة العصيبة لأيام وطنية لا تنتهي..
أغنيات كثيرة نجحت فعلقت في الوجدان وصار الناس يرددونها حتى في الأعراس والمناسبات الشخصية فتحول بعضها الى نشيد وطني..
مما ذكرني بأغنيات لم تفارقنا وان فارقنا مطربوها كالله يا عمري قطر للراحل محمد الساعي وعيني قطر للراحل فرج عبدالكريم وغيرهما من المبدعين الذين بذلوا جهودا عظيمة في زمن الموارد الإلكترونية القليلة.. ولم يتوانوا في صناعة إرث جميل أغرى الكثير من الفنانين المستجدين باعادة تلك الاغنيات باصواتهم.
وفي رأيي أن ذلك يسلب الراحلين حقوقهم المعنوية وان حصل المستجدون على حقوق الاعادة والنشر وأمنوا مواقفهم القانونية
أجد أن للفنانين الكبار الذين رحلوا تاركين بصماتهم الوطنية حقا علينا بابراز أعمالهم الخالدة بأصواتهم لا بأصوات غيرهم.
فذلك هو الأثر الذي تركوه رفعة لأسمائهم وتخليدا لذكراهم على الارض…فاتركوه.
فمن حق محمد الساعي وفرج عبدالكريم وغيرهما من الفنانين المخلصين رحمهما الله اتاحة الفرصة لهما بالمشاركة في أيام الوطن من خلال بث أعمالهما أسوة بالبقية من الفنانين الحاليين.
وحقيقة هناك من يفضل سماع تلك الأغنيات الخالدة بأصواتهما وأنا منهم خاصة الراحل فرج عبدالكريم الذي أجده حالة خاصة كصوت واختيارات جميلة قدمها للفن القطري في حينه ليرحل باكرا ولم يترك خلفه سوى فنه ليخلد ذكره على الأرض.
فهل كرمتم الراحلين بتعريف الجماهير بأعمالهم من خلال بثها ونشرها باصواتهَم. خاصة على التلفزيون الوطني.؟؟
أرجو ذلك…

الخلاصة:
الموت يغيٌب الجسد لكنه
لا يقوى على تغييب ذكرى
إنسان اجتهد وخلف إرثا مميزا
فذلك هو الخلود الذي ننشده جميعا