احسبها صح

Loading

ليلة القدر كما استقر في وجدان قطاع عريض من المسلمين في كل مكان حتى خصت بعض الدول الاسلامية هذه الليلة لاقامة الاحتفالات وغيرها من مظاهر التكريم.
بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري .
لذلك قصر ليلة القدر على ليلة السابع والعشرين دون غيرها من الليالي الفردية في العشر الأواخر خطأ كبير في الحساب يترتب عليها ضياع الكثير من الأمور التي تبدو خفية ولا يفهمها من اهتم بالأمور الشكلية فأضاع عظمة تلك الليلة المباركة! .
فالمسلم حين تدخل العشر الأواخر لابد أن يحسبها بشكل صحيح ويرفع سقف قدراته وتوقعاته في آن واحد فيضع
نصب عينيه قول الله عز وجل: “فيها يفرق كل أمر حكيم”.
أي انه سبحانه وتعالى يقدّر الاقدار في تلك الليلة على مدى العام، فيكتب كل ما أراده  في تلك السنة.
فاذا أردت أن تغير اقدارك فعليك بإحياء تلك الليالي العشر بالشكل الذي ترغب أن يطلع عليه الله عز وجل فينظر اليك بعين الرضا ويعجل باستجابة دعواتك الممطرة في تلك الليالي. ليصير رجاؤك واقعا وينقلب خوفك أمنا ويتحول تعبك راحة وفرحا.
وأنا أكتب هذه الوصايا مستلهمة من زميلة تتحدث عن ليلة القدر بثقة معلقة على نجاح ابنتها بقولها: الحمدلله كل سنة أحسبها صح ويستجيب الله دعواتي ويحقق أمنياتي.
اوصيك عزيزي القارئ طوال الليالي العشر بتلمس مواضع استجابة الدعاء ليلهج به ليلا ونهارا دون كلل أو ملل ليتغير قدرك في ليلة.
‏فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول «لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر» (رواه الترمذي) .
وأنت لا تدري ما قضاه رب العزة عليك ولكنك تثق برسولك وتصدق بأن الاجتهاد في الدعاء يرد القضاء ويغير الاقدار. فما عليك الا أن “تحسبها صح” وتستثمر الليالي المباركة في اعادة ترتيب حياتك ولم شعث أيامك والله عز جل لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ودعائي في تلك الليلة العظيمة لأمير عظيم
فاللهم اجز عبدك سمو الأمير الوالد عنّا خير الجزاء، وأجزل له من رضاك العطاء. وأطل عمره في صحة ورخاء.

الخلاصة
لا تشغل بالك بموعد ليلة القدر، ولا تطارد علاماتها بجوالك، فتضيع منك فضائلها وشرف أوقاتها، ولا تحسب لك أعمالها، ثم لا تؤجر عليها.