في مثل هذا اليوم منذ عشرين عاما ويزيد رحل والدي فجأة إثر حادث أليم وبعد غياب عنا لشهرين متتاليين رافق خلالهما مريضا ارتحل هو الآخر بعده بعام.. رحمهما الله وغفر لهما..
الوجع
الذي خلفه رحيل والدي شق روحي نصفين
نصف رحل معه والنصف الآخر احتزمت به لأؤدي أمانته
فقد ترك خلفه سبعة من القصّر الذين لم يبلغوا الحلم حينها..
وما خف الوجع إلا بعد أن وصلوا بر الأمان..
عشرون عاما ويزيد لم أزر قبره لأنه حي بقلبي لا يموت
أشعر برفقته ويشعر بي وتأتي الرؤى عنه مبشرات
فتملأ أفئدتنا صبرا وسلوانا..
وفي قمة أوجاعي التمس حنانه رغم البرزخ بيننا..
أبي
الذين أدين له بالكثير مما أنا عليه رباني علي القوة والجلد والصبر والاحتمال فنجحت في اختباره الأليم إلا أنه نجاح ينقصه الكثير لأفرح به فأنا أعيش بنصف روح يحن لنصفه الآخر ويتساءل: أمكان شاغر بقربك يا أبتاه؟؟
لطالما
شعرت بأنني أول اللاحقين بأبي إلى مرفىء الآخرة ولازال هذا الشعور يسكنني ويتضاعف كلما أوجعت الحياة قلبي وخذلني الناس..
فليس مثل الخذلان وجع يفتت رغبتك في الحياة ويدفع إلى الرحيل..
ورغم صبري وإيماني واحتسابي إلا أن المرارة تسكن حلقي حتى بات كل فرح منقوص وكل أمل مبتور!!
لم أنجح أبدا في رتق روحي المشقوقة ولا جبر قلبي المكسور رغم لفيف الحب والتقدير الذي يحيطني..
فيتيم الأب لا يكبر أبدا وتبقى روحه أسيرة لحظة الفقد الفجة ليتجدد اليتم كلما ظلمته الدنيا وتجاسر عليه الظالمون..
هي الدنيا دار الابتلاء وليس على المبتلى حرج من أن يبوح بين الحين والآخر ليروّح عن قلبه ساعة بعد ساعة فان لم يفعل كل قلبه وعمى… وآخر البوح…
يا ضيف مليك مقتدر.
أمكان شاغر بقربك فقد ضاقت بي الأرض؟؟
الخلاصة:
«اللَّهمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ».
أخرجه مسلم.