خلّدْ اسمك

Loading

الخلود حلم يشاغب الإنسان فيتحايل عليه لعله يسجل نقطة في سجل انتصاراته والكثير لا يستطيعون فعل ذلك، رغم أن الله عز وجل بقدرته وعظمته أتاح لنا فرصة الخلود من خلال عمل صالح يبقى، بينما الجسد  يتحلل ويفنى.

وبما أننا نحتفي هذه الأيام باليوم العالمي للأرض الذي يتجدد ليذكرنا بواجبنا نحو الكوكب الذي نقتسم خيراته معا ولابد أن نعالج مشكلاته معا،

فإنني أدعو إلى مشروع وطني يدعم الجهود الفردية والمنظات غير الربحيّة التي تعمل من أجل جعل كوكبنا أفضل، ويسعى لأن تكون قطر أجمل.

فكما نعلم أن قطر الفتيّة التي تعيش مرحلة تطور مذهلة وتتغير كل يوم نتيجة العمران والمشروعات العملاقة التي تبنى هنا وهناك، تعاني من طغيان الحجر على الشجر.

لهذا أدعو أن يقام مشروع وطني يتعاون فيه الأفراد والجماعات، كل في مجاله، وليكن عنوانه خلد اسمك بشجرة، حيث يغرس كل فرد شجرة تحمل اسمه، لتكن دافعا محفزا للجميع.

وذلك في رقعة متفق عليها، تم فرزها من خلال الجهات المختصة، فالمساحات الخضراء مترامية الأطراف، جنات أرضية تترك في النفس أثرا طيبا يتجلى في الهدوء والسكينة والراحة النفسية، كما أنها ملجأ للمخلوقات الجميلة حولنا.

ومن جانب آخر، فالأشجار تساهم في خلق بيئة نقيّة صحيّة من خلال عملية التمثيل الضوئي التي تقلل التلوث في الهواء وعملية النتح الذي تلطف الجو وتخفض درجات الحرارة.

وفي المناطق الصحراوية تعمل الأشجار على منع زحف الرمال وصد الرياح العاتية، كما أن لبعض الأشجار صفات علاجية وسمات جمالية تزين البيوت والطرقات.

في رأيي أن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بغرس الشجر حتى ولو قامت الساعة له مدلولات على أهمية التشجير لا تغيب عن أذهان العقلاء والمتاملين.

فأرجو أن يلقى هذا الاقتراح صداه عند المسؤولين؛ لأنني اخترت شجرتي التي أريدها تبقى من بعدي لتخلد اسمي حتى قيام الساعة.

الخلاصة:

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة» (أخرجه مسلم).