ترانزيت

Loading

أحب طرق السفر المباشرة ربما لأنها انعكاس لشخصي فأنا مباشرة جدا واعتقد بأن الطريق المستقيم أفضل ولو طال.. إلا انني اضطررت هذا العام للترانزيت بعد الارتفاع المبالغ فيه في قيمة التذكرة السنوية التي اسافر بها كل عام حيث وصلت الزيادة  لأكثر من 80%..وهو أمر غير مقبول وممقوت.. دفعني لاختيار خطوط جوية مختلفة تقدم لي سعرا مقبولا فلا تكدر علي متعة السفر..

وهذا ماكان، فقد وقع اختياري على الخطوط التركية الحاصلة على أفضل خطوط في أوروبا لأتوقف في عروس المدائن اسطنبول واستمتع بجمالها الاستثنائي حيث تسكن علي ناصية قارتين قبل أن أعبر إلى مقصدي و آخر وجهات سفري.. وفي رحلة العودة أقضي سويعات في مطارها الجميل لأطبع قبلة علي جبينها الاغر قبل أن أصل إلى حضن أمي قطر..

إلا ان السفر رغم متعته يبقى قطعة من العذاب تتجلي في رحلة العودة التي دائما ما استشعر طولها ولو كانت قصيرة ربما لأنني متعبة ومثقلة بروتين مابعد العودة؟!!

الترانزيت ينعكس على حياتنا التي هي في حقيقة الأمر صالة كبرى يعبر من خلالها الناس بخيرهم وشرهم..

فالكل عابر طالت اقامته أم قصرت تتحكم في ذلك الكثير من العوامل كالعواطف والمصالح والرغبة والاضطرار..

ولو آمنا بأن من يصادفنا في هذه الحياة هم أناس عابرون ولابد من رحيلهم وإنْ طال بقاؤهم  لتضاءل حزننا عليهم واستسلمت قلوبنا لمرارة هذا الواقع الفج.. وهان صبرها وتحملها…

ولحرصنا على الاستزادة منهم وصناعة الذكريات الجميلة معهم لتضي ليالي العمر وتسقي أيامه القاحلة وذلك هو الاهم..

ونحن أنفسنا عابرون في هذه الدنيا نمر في حيوات الناس كمحطات قدرية فلنحسن البقاء وصناعة الاثر الجميل..

فلن يبق منا إلا ذلك العطر الذي تستفزه مدفأة الذكريات ليتضوع بعبارات ك(الله يذكره بالخير حيا ويرحمه ميتا)

وليس أجمل من أن تكون أثرا جميلا في حياة من تصادفهم فتبقى خالدا في قلوبهم مادامت الدنيا وطال الزمان..

حبل متسلسل من الأفكار قطعه نداء يتردد صداه في المطار يدعونني إلى الطائرة التي تأخذني لقطر الخير والصمود..

فأتوقف عن الكتابة.. مع تمنياتي للجميع بسلامة الأسفار

الخلاصة:

“إذا لم تزد شيئًا على الحياة كنت زائدًا عليها”

(وحي القلم، مصطفى صادق الرافعي: [2/86])