خنوع

Loading

من علامات الساعة أن يعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبا،وها نحن نشهد بأم أعيينا الحرب الضروس التى يشنها أعداء الإسلام عليه بغية زواله،  وهذا هدف لن يتحقق حتى وان قاد تلك الحرب القذرة بحملاتها فى كل مكان بنو الاسلام أنفسهم،  لأن الله عز وجل متم نوره ولو كره الكافرون.
ورغم اننى أرى أن مثل هذه الحروب هى سنة الكون فهى الحرب الدائرة بين الحق والباطل حتى قيام الساعة والطوائف والفرق على اختلاف مذاهبها تتناحر،  بحثا عن السيادة والتمكين، إلا أننى أعجب من أن يحارب المسلمون دينهم.
فمنهم من حمل السلاح على اخوته فى الدين،  ومنهم من مول الاعداء بماله ليشنوا حملاتهم على المسلمين.
قد يظن العامة أن الحرب هى حرب تقليدية تستخدم الأسلحة التى يدفع فيها حكام المسلمين من اقوات شعوبهم المليارات.
إلا أن الواقع اثبت أن تجاوز الحرب بشكلها التقليدي فصارت أكثر فتكا من تلك الأسلحة المتطورة والمبتكرة والسباقة فى فنون ازهاق أرواح الأبرياء بكل خسة ووضاعة.
إن الحرب على الاسلام تتخذ أشكالا عدة وأراها قد نجحت بشكل كبير ومؤسف..لأنها استهدفت الشباب وعملت على تفريغهم من مهمتهم الأولى التى خلقوا من أجلها وهى الدعوة إلى الله والدفاع عن دينه ومن لم يغسل دماغه وثبت نكل به الأقربون.
اسألوا الزنازين المعتمة عن سوءة حكام المسلمين الذين ملأوها بالعلماء والمفكرين تنفيذا لقرارات تأتى من فوق البحار لينفذوها بخنوع لم يسبق لها مثيلا..
ولن أسمى دولا  فلم يعد الأمر سرا.. بل ان تسابق حكام العرب على ارضاء أعداء الإسلام صار فضيحة عالمية صدمت المسلمين فى كل أنحاء الأرض.
أولئك المسلمون الذين يظنون بأن أحفاد الصحابة لن يتنازلوا عن مهمتهم المقدسة فى صد موجات الحقد والكراهية لهذا الدين العظيم. فخاب ظنهم وزاد حزنهم وانقلبوا صاغرين غير آمنين..
والحرب على الاسلام من بنى جلدته أشد مضاضة وأقوى أثرا فى نخر أساسات الدين واسقاط هيبته فى نفوس اتباعه.
فحكام طغاة أطاحوا بالعدالة والانسانية، ومعلمون يعلمون أصول الغش والفهلوة، وآباء اشتروا لأولادهم كل شيء ما عدا التربية، ونساء يمارسن السحر ليفرقن بين المرء وزوجه، وفتيات يجدن الحقيبة الفخمة أهم من الحياء، وشباب يجدون العلاقات المثلية حداثة وتطورا، وتجار جعلوا المال أهم من كل شيء، ومسؤولون يمارسون سلطاتهم للاطاحة بمنافسيهم، وإعلام اشترى الانحلال والتفسخ، وبنوك اتخذت الربا  ديدنا لها،  كل أولئك جنود فى جيش أعداء الإسلام.
فقط التفتوا حولكم وانظروا لتعاليم الاسلام من قرآن عظيم وسنة مطهرة وهى تتساقط.. انظروا للثابتين وهم يحاربون وما زالوا يقبضون على دينهم كجمرة تحرقهم، لكنهم لم يتنازلوا فأصبحوا غرباء بين أهلهم ومحط سخرية منهم.
لتعلموا أي خنوع يعيشه العرب وأي هزيمة حضارية لحقت بهم جراء تخليهم عن دينهم وتنصلهم منه شكلا ومضمونا.
وتذكروا قول الفاروق رضي الله عنه:
لقد كنّا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ”
فهذه هي خلاصة قولي.