ثلاث مواقف مختلفة الظروف متباعدة الأوقات والأمكنة، إلا أنها اتفقت في شىء واحد وهو الهذرة.. والكلام الجانبي الذي يتعذر في تلك المواقف..
الموقف الاول
مريضة تخضع لفحص القلب بواسطة جهاز الموجات الصوتية ( التراساوند)، وبينما الأخصائية منهمكة في عملها تدخل موظفة الغرفة وتفتح الحاسب وفمها في آن واحد لتتحدث مع الأخصائية المشغولة..
سألتها المريضة إذا كان الحديث عن حالتها فأجابت الأخصائية بلا.. فطلبت منها التوقف عن المحادثة والتركيز في عملها..
الموقف الثاني
طبيبة أثناء موعد متابعة لمريضة أحد الأمراض المزمنة تجري مكالمة مع خادمتها لتطمئن على سير عملها في المنزل وتخبرها بما تريده على الغداء!
الموقف الثالث
مريضة تذهب للمستشفى يوميا لتغيير ضمادات عملية خضعت لها، وبينما هي كذلك تدور الأحاديت الجانبية بين الممرضة وكل عابر خلف الستار..
عجبا..
أين احترام المريض ووقته؟
أين الاهتمام به ومراعاته؟
بل
أين الإخلاص في العمل؟
و
أين يكمن الخلل؟
في المريض الذي يعاني ولجأ إلى المستشفى ليخفف تلك المعاناة؟
أم
في الممرضة التي لم يعد لقب ملائكة الرحمة يعنيها؟
أم
في الطبيب الذي أصبح الكمبيوتر والتوثيق أهم عنده من ممارسة دوره الإنساني في معاينة المريض ومنحه الرعاية والاهتمام وتسخير كل الحواس ليحتوي وجعه ويكشف عن ألمه؟!
كنت قد أشرت في مقالات سابقة إلى أن الميدان الصحي يحتاج إلى مراقب ميداني يرصد هذه الممارسات التي تفقد المريض ثقته في النظام الذي يتماس مع حياته في أدق تفاصيلها..
فالمريض في حالة هشة يحتاج إلى معاملة خاصة وليس عميل يوكل إلى خدمة العملاء..
وليس أسوأ من جلوسك محموما أمام طبيب يسألك فتجيب دون أن يفحصك بسماعته أو حتى يلمس مواطن الوجع ليتأكد من دقة الإجراء وصحة القرار الذي سيتخذه لعلاجك..
في رأيي أن هذه بيئة تزيد من الأخطاء الطبية التي قد تودي بحياة المريض الذي ستتحمل كلفته شركات التأمين ربما..
فلو كان الطبيب أو الممرضة سيدفعان ولو 1% من التعويض في مثل هذه الحالات لكان الأداء أفضل والتركيز أشد..
الخلاصة:
في الأثر عن عثمان -رضي الله عنه-، وثابت عن عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث -رضي الله عنه-، ويروى عن عمر أيضاً -رضي الله عنه-: (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).