وصلني ملخص تقرير في غاية الأهمية حول مؤتمر حول الأمراض الخبيثة في برلين – ألمانيا، وهذه ليست المرة الأولى التي يلف بها وسائل التواصل الاجتماعي ويتوفف عندي ليثير التساؤلات حول ما ورد فيه من نقاط وسلوكيات وطرق مختلفة تحكم علاقتنا بالطعام فتحوله من غذاء ودواء إلى سم قاتل يفتك بسائر الأعضاء.
ولاعتقادي بأن المشكلة ليست في الغذاء وإنما في كيفية التعامل معه كإعداده وطبخه وحتى تناوله سأتوقف عند نقطتين هامتين هما:
*لا للميكرويف
لا لإعادة تسخين الوجبات المجمدة.
فكما هو معلوم عند الجميع أنه عند هوس الرشاقة والمحافظة على الشكل مهما كلف الأمر انتشرت مجموعة من المراكز التجارية التي تقوم بإعداد وبيع علب الطعام المجمد للراغبين في الريجيم تحت ملاحظات اختصاصيي التغذية. ليقوم العميل بتسخين الطعام في الميكرويف قبل تناوله، وحيث إن بعض هذه المراكز تقع تحت ملكية أطباء فقد اكتسبت ثقة الجمهور وأقبلوا عليها خاصة أنها تحقق النتائج المرجوة والتي يبحث عنها الحالمون بالرشاقة والصحة معا دون حرمان أو تعذيب.
وهنا لا بد من وقفة أمام الأسلوب الذي تقوم عليه هذه المراكز في صناعة الطعام وكيف أنه من الأمور المرفوضة في القائمة المذكورة أعلاه!.
لابد أنكم تذكرون – أعزائي- الضجة التي صاحبت اختراع الميكرويف بسبب الموجات التي يطلقها أثناء تسخين الطعام، وافترض كثيرون أنه جهاز سام ويقضي على صحة الإنسان حتى برأته دراسات علمية كثيرة من هذا الإثم.
كما تذكرون أيضا عن آبائكم أنهم يحتفظون بالطعام المطبوخ في الثلاجة ويقومون بتسخينه وأكله في أيام أخر.
والتبريد وسيلة من أقدم الوسائل لحفظ الطعام صالحا للاستهلاك الآدمي. فأين هي المشكلة؟
أعتقد أن المشكلة الحقيقية هي اختصار التوصيات وإرسالها على أعنتها عبر الواتساب وغيره من برامج المراسلات فيتلقفها جمهور متباين الثقافات فيشيعها كيفما اتفق.
لا شك أن الطعام الطازج أفضل بألف مرة من الطعام المحفوظ بأي طريقة كانت ولكن إن تعذر وجوده فلا يمكن أن ننكر أن الطعام المصنّع على عين ربة المنزل أو اختصاصي التغذية طعام جيد وصحي وإن كان أقل درجة.
فمراكز التغذية تعدّ الطعام في نفس يوم استهلاكه وتضعه في الثلاجة حتى يتيسر حفظه وعدم فساده أثناء توزيعه على المستهلكين.
الذين يقومون بتسخين كل وجبة على حدة وقبل تناولها مباشرة، وقبل ذلك كله
يفترض أن مثل هذه المراكز خاضعة لرقابة الصحة والبلدية حفاظا على الإنسان الذي اختار نمطا صحيا لحياته.
السؤال الأن:
إذا كانت هذه القائمة من (اللاءات) صادرة عن مؤتمر طبي عالمي لماذا لم تنوه عنها وزارة الصحة أو مؤسسة حمد الطبية، سؤال يستحق الإجابة وحتى نحصل عليها تمنياتي للجميع بصحة دائمة.
الخلاصة:
لا يوجد نظام صحي يتعلق بالطعام أفضل من:
“مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرا مِن بَطْنه، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ” حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ *