بعد صراع مع المرض

Loading

عبارة لطالما مرّت بي في نعي ما..
قرأتها.. سمعتها.. تأثرت بها، ولكن ليس إلى هذا الحد الذي أعيش وطأته منذ شهر مضى، وانتهى فجر اليوم باستسلام المريضة أمام وحش العصر والأوان… السرطان.
بعد صراع مرير خاضته دون أن تعرف حقيقته، فقد تم إخفاء الحقيقة عنها خشية أن تقتلها، خاصة وأنها قبل شهرين فقط لم يكن فيها أي عرض ينبئ بالكارثة!!
فجأة ودون مقدمات انتشر في جسدها المعافى انتشار النار في الهشيم، وأقام للألم مأتماً وعويلاً!!
رحلت بعد صراع مرير خضناه معها بالدعاء والرقية، وبالطب أصله وبديله، لكنها كانت القاضية!! التي تركت في نفسي سؤالاً بحجم الحسرة مفاده: أين الخطأ.. أين القصور.. أين الخلل؟؟
هل هو قصور طبي عجز عن التشخيص؟؟
هل هو وهن وعجز واستسلام؟؟
هل هو قصور في الفكر والبيئة؟؟
هل هو خطأ في التعاطي مع الحالة؟؟
كيف يمكن أن يصحو الإنسان ليكتشف فجأة أنه مصاب بالسرطان الذي تمكن من جسده فلم يترك لحماً ولا عظماً إلا ونهشه؟!!
هو القدر الذي لا يرده حذر (آمنت به وبربه). وهو التطهير والتكفير الذي ينعم به الله على عبده فيخرج نقياً طاهراً يليق بالجنة..
وهذا هو عزاؤنا ونحن نرى المريض يصارع مرضاً متوحشاً لا يبقي ولا يذر حتى ينهار محتضراً، وقد أخذ من مرافقيه كل مأخذ، حتى إذا جاء الموت عنت الوجوه للحي القيوم تبتهل وتتضرع وتتوسل بأحرف بللها الدمع أن يعفو عن ذلك العزيز الذي فتته السرطان حرفياً..
اللهم اغفر لموتى المسلمين، وخاصة ضحايا السرطان، فأنت أعلم بعذابهم منا، واشملهم برحمتك التي سبقت عذابك الأكبر… آمين.