الجيران..

Loading

استوقفتني هذه الكلمة وأنا أستمع إلى صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله أثناء المؤتمرات الصحافية المنعقدة عقب كل زيارة رسمية نهاية الأسبوع الماضي.
وأعجبني استخدامها عوضاً عن كلمة الأشقّاء التي كنا نسمّي بها دولاً تقاسمنا معها الحلوة والمرة والطموحات والآمال، وكان ليد قطر البيضاء عظيم الأثر في تاريخها.
دول قرّرت بمحض إرادتها أن تصبح عدواً يستهدف وطني في وجوده وبشكل خطير.
وأعجبني أكثر هذا التماهي بين الشعب وقيادته التي استشعرت عواطفه وأدركت حجم الألم الذي خلّفه الحصار الأهوج الذي أطاح بروابط الأخوّة وذات القربى.
نعم، اختارت دول الحصار وحكوماتها الغاشمة أن تكون مجرد جيران، سيضطرنا التوزيع الجغرافي إلى التعامل الدائم معهم، تعاملاً بروتوكولياً لا عاطفة فيه.
لأنهم ضحّوا بمشاعرنا الصادقة على نصيب أطماعهم، واغتالوا مستقبل العلاقات الوطيدة بسكّين شهوة الحكم والسلطان!!
فلم تبقَ سوى روابط القربى والمصاهرة والأسر الممتدة آخر ما يجمع بيننا من وشائج، والحرمين الشريفين آخر ما يجمعنا على مستوى الأمكنة.
إن الخبث والخبائث الذي تكشّف لنا خلال الأيام المئة التي مضت غيّرنا؛ فلم تعد قطر اليوم هي قطر الأمس، ولا شعبها هو الشعب ذاته.
فالثقة أكثر ما تعرّض للاختبار القاسي؛ فكانت الآثار أسوأ مما خلّفه إعصار القرن هارفي!!
ولربما تعيد الأموال بناء الولايات المتضررة، إلا أنه بالتأكيد ستحتاج الثقة المتضررة إلى أجيال من الغفران والتسامح حتى نثق مجدداً بتلك الحكومات الغاشمة.
ولو كان الأمر بيدي لعلّقت المصالحة والحوار حتى تزول تلك الحكومات الغادرة؛ فلا يمكننا كشعب أن نثق بالمذمّمين مجدداً! وأعاننا الله على جيرتهم التي لن تكون أقل سوءاً من أخوّة غادرة فاجأتنا بكل قبح الحقد البشري!
نسأل الله أن يردّ كيد من أراد بقطر سوءاً في نحره، ويأخذه أخذ عزيز مقتدر، ويرأب الصدوع، ويبرئ العلل النفسية، حتى تهنأ الأمة الإسلامية بمستقبل خالٍ من الطعنات الغادرة، وآثارها القاتلة!.