الأعظم

Loading

غداً.. تشرق شمس أعظم يوم في التقويم الهجري، يوم لا يفوقه في القداسة والتعظيم إلا ليلة القدر، وفي قول آخر إنهم سواء في ذلك.
غداً يوم عرفة، الذي قال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة» رواه مسلم في الصحيح.
العتق من النار رأس الحلم وغاية الأمل، فالحمد لله الذي جعله لنا عيداً نتضرع فيه ونتقرب له -عزّ وجلّ- بالصالحات، وكل ما نقوى عليه من عبادات، وسنامها الصوم.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن صيام يوم عرفة: «يكفّر السنة الماضية والسنة القابلة» رواه مسلم في الصحيح.
عامان من الغفران يقدّمهما الله سبحانه وتعالى مكافأة لمن صام عرفة، ابتغاء وجه كريم ورب عظيم.. فكيف يفرّط فيها الكيّس الفطن؟
إنها فرصة ذهبية، فلنعقد النية على انتهازها حتى آخر لحظة فيها.. فإذا عشنا ذلك اليوم علينا أن ننسلخ عن الدنيا وما فيها، ونركز في جعله يوماً مقبولاً يسبقنا للآخرة.
فلنبدأ بقيام الليل، ثم السحور، ثم صلاة الفجر والأذكار، ولا ننسى الدعاء، فـ «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، صححه الألباني.
وهنا لي وقفة حيث أتمنى من الجميع أن ينشغل بدعاء الخير له وللمسلمين في كل مكان، وسؤال الله -سبحانه وتعالى- النصرة والتمكين للإسلام.. فذلك أرقى من الدعاء على الآخرين في يوم الرحمة.
ولتتنزل الرحمات علينا بإتمام الصالحات، كالصلاة في أوقاتها، والصدقات، وصلة الأرحام، وقراءة القرآن، وغيرها مما يجرد به الفكر ويستطيعه الجسد.. وكبّروا الله ما استطعتم، فإنه -عزّ وجلّ- مُباهٍ بكم أهل السماء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يُباهي بأهل عرفات أهل السماء» رواه أحمد.
اعملوا يا أحبتي.. فإن الله وملائكته شهود على ما تعملون.. ونحن لا نعلم إذا كنا سنلاقي اليوم الأعظم بعد عامنا هذا.. بلّغنا الله وإياكم طاعته ورضاه، وجمعنا في جنته، كما جمعنا في دنياه.