شطر الجزائر

Loading

منذ اليوم الأول للحصار، اتخذت الجزائر موقفاً مشرِّفاً من الأزمة الخليجية، فكانت أول بلد يصدر بياناً يدعو إلى الحوار، ويرفض الرشوة والابتزاز الذي اشتُهر عن دول الحصار؛ فبلد بذل ملايين الأرواح من أجل حريته واستقلاله لا يبيع نفسه في سوق النخاسة السياسية من أجل حفنة دولارات.
إن الجزائر بلد كبير وشريف في العالم العربي الإسلامي، وله ثقله في المنطقة، كما أن أرضه تفيض بالخيرات المتنوعة، إلا أن التضاريس ظلمته وأبعدته عنا. فأرضه غنية بالنفط، والغاز، واليورانيوم، والحديد، وغيرها من الثروات المعدنية. كما أنها مزرعة ضخمة وجميلة وثرية؛ فهي تزرع القمح، والفواكه، والخضراوات، والحمضيات، والبقول، والزيتون، والتين، والتمر، وغيرها الكثير من المحاصيل الزراعية تغطّي ملايين الهكتارات.. هذا بجانب ثروة حيوانية كبيرة، وثروة سمكية أكبر، باعتبار أن شريطها البحري المطلّ على حوض المتوسط يبلغ 1600 كيلو.
من جانب آخر، فإن طبيعة الشعب الجزائري تغلب عليها العزة والشرف والكرامة، فلا يتسوّل ولا يسأل الناس إلحافاً، كما أنه شعب متعلم، وفيه من الحرفيين والتقنيين عدد لا يُستهان به. فلماذا لا يكون مصدراً لنا لجلب الأيدي العاملة بمختلف تخصصاتها؟
وهذا أمر يدعونا إلى التساؤل حول أهمية هذا البلد العربي النبيل وشعبه الأبي لقطر. فلم لا يُفتح المجال للاستثمار فيه وتبادل المصالح معه؛ فعلى الأقل مواقفه ثابتة ومعلنة، وهو أفضل من دول عربية متلوّنة ومتقلّبة وولاؤها لمن يدفع أكثر.
أجد أن الجزائر بلد جدير بالاهتمام، خاصة في هذه الفترة التي تجدّد قطر قائمة مورّديها، وتضيف إلى لائحة مصالحها دولاً وتلغي أخرى، فولّوا وجوهكم شطره.