رضوخ..

Loading

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
لم يفارق هذا الحديث الشريف ذهني منذ قرأت خبر فتح المسارات الجوية البحرينية ثم الإماراتية، أمام القطرية، لتختال في السماء كأحد إنجازات قطر المشهودة، في إجراء قانوني رضخ له الأشقاء الأشقياء الذين لم يرتدعوا بالقرآن، ولم يحترموا القيم، ضاربين بكل أواصر الأخوة والقرابة عرض الحائط، دون وازع من دين ولا ضمير!!
لم يقدروا جهود الوساطة، وتحايلوا على مندوبي الدول الساعية لرفع الحصار الظالم، فكانوا كما وصفهم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطاب الثبات، بقوله: «اعتقد بعض الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم في هذا العالم، وأن المال يمكنه شراء كل شيء، فارتكبوا بذلك خطأ آخر، إذ ذكرتهم دول ومؤسسات عديدة أنهم ليسوا وحدهم».
وقوم هذا ديدنهم كان لا بد من ردعهم بالسلطان وقوة القانون، لذلك لجأت قطر إلى المؤسسات الدولية المعنية برد الحقوق إلى أهلها، فبدأت بالمنظمة الدولية للطيران المدني مبكراً، رداً على إجراءات دول الحصار التي تهدد أمن وسلامة الإنسان دون احترام أو تقدير للاتفاقيات الدولية التي تنظم العمل والعلاقات، فألزمتهم بالامتثال لاتفاقية شيكاغو، وفتح مسارات جوية، وإلا دفعوا تعويضات تزيد إفلاسهم إفلاساً.
ثم منظمة التجارة العالمية التي استلمت شكوى قطر حول إجراءات الدول الثلاث التي تقيد تجارة السلع والخدمات من قطر، وحقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة، في انتظار إنذار مماثل لأولئك الذين يظنون أن حصون رُشاهم مانعتهم!!
كما قدمت شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد مصر، اتهمتها فيها باستغلال عضويتها داخل المجلس لتحقيق أغراض خاصة.
وما كان رد النظام المصري على الشكوى إلا كعاهرة تتحدث عن الشرف.
فما أوقح نظام الخسيسي حينما يتهم قطر بالإرهاب، ويده ملوثة بدماء المصريين الشرفاء، في تصفيات ممنهجة لا تخدم سواه!!
هكذا تدافع قطر عن حقوقها بقوة القانون، لأنها تحترمه، وتحترم عضويتها في عالم متحضر، ولا تظن ظن الجاهلية الأولى، فتحتكم لقانون القبيلة أو شريعة الغاب التي تتبناها دول الحصار الراضخة.
ولا يسعني هنا إلا أن أفخر بوطني وقيادته، التي أعلت شأننا وشأنه، فأحسنت إدارة أزمة الحصار إحساناً نال إعجاب الجميع والثناء من العالم المتحضر، الذي يحترم حدوده ولا يتخطاها حقداً ولا طمعاً.
فشكراً لها وللشعب الأبي الذي يساندها..