ونحن نقترب من نهاية الشهر الثاني من الحصار الذي ضربه حول بلدنا أشقاء، جمعنا بهم أكثر من 30 عاماً من العمل المشترك من أجل مصير مشترك وآمن، نطالب قيادتنا الحكيمة، التي تسامت فوق الخلاف والاختلاف، ونجحت في المحافظة على وجودنا واستقرارنا، بفضل من الله ونعمة، أن ترفع شكوانا إلى محكمة العدل الدولية، فقد جاوز الظالمون المدى، وكل يوم يمرّ يزدادون عنتاً وصلفاً.
وأعتقد أنه لو تمّ الاستفتاء على هذا الطلب ستجدون اتفاقاً واضحاً وكبيراً على هذه الخطوة، التي أجدها حتمية لتوقف الظالمين عند حدهم، ولتذكرهم بأننا في عالم متحضر تحكمه القوانين، لا خيمة صحراوية، وقبائل متناحرة، أو غابة تسكنها الوحوش، ويسودها الاقتتال من أجل البقاء!!
شهران مهلة أكثر من كافية للأشقاء المعتدين ليتراجعوا عن غيهم، ويعودوا إلى رشدهم، بعدما صدمهم الواقع، وأفشل خطتهم الغبية، بعون من الله وتوفيقه. فإن لم يتقهقروا منهزمين أجبرهم القانون الدولي على ذلك..
لا بد من المحاكمة، فنحن أصحاب قضية عادلة، وظلمتنا أنظمة إرهابية، يقودها مراهقون وواهمون وطامعون وحاسدون.
وتلك الخطايا لا علاج لها إلا بقوة القانون، أما التسامح والصلح فسيجعل الوضع شبيهاً بالجمر المدفون تحت الرماد، ما يلبث أن يشتعل مرة أخرى. ومن أجل قطر يجب ألا يسمح لهم بمرة أخرى.
لقد بات واضحاً أن قائد الإخوة الأعداء هو «شيطان العرب»، ذو التاريخ الأسود في حرب الإسلام والشعوب الحرة في كل مكان على الأرض.. يمشي متبختراً يرفل في دماء الأبرياء، ولا يتردد عن الولوغ فيها أكثر وأكثر.. أفلا نحاكمه كمجرب حرب -وهو ليس بأقل من ذلك- ليشفي الله صدور قوم مؤمنين؟
ولا يفوتنا كذلك تقديم تابعهم الذي ينبح هنا وهناك يتطاول علينا، وهو ليس نداً لنا.. يشحذ المال كبائعة هوى رخيصة، للمحاكمة أيضاً.
أنا على يقين بأن حصار قطر غلطة ستكلفهم عروشهم التي باتت تهتزّ تحت أقدامهم، فلتكن المحاكمة هي الضربة القاضية.. عليهم من الله ما يستحقون.