جيش الذباب الإلكتروني

Loading

ليسمح لي المذيع القدير جمال ريان باستعارة وصفه العجيب للجان الإلكترونية التي تهاجم قطر بكل خسة وسفالة، ضربت بكل الأخلاق والقيم والروابط التي تجمع بين شعوب الخليج عرض الحائط دون وازع من دين أو ضمير.. وهذا طبيعي، فلا يمكن أن يجتمع الدين الصحيح والأخلاق القويمة مع عبادة المال.. فببعض المليارات -التي هي من حق الشعوب- شكلت دول الحصار جيوشاً إلكترونية تهاجم قطر 24 ساعة يومياً في الأسبوع، دون كلل أو ملل في وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تأليب الشعب على قيادته، فينقلبون عليها لينصب المعتدون علينا دمية تأتمر بأوامرهم، ولأننا كشعب نؤمن بالله عز وجل، ونحب قيادتنا، ونثق بها، فإن طنين الذباب لم ولن يؤثر فينا، فلم ننجر إلى ساحة السقوط الأخلاقي التي اصطنعوها، احتراماً لأنفسنا، وتقديراً لما عرف عنّا من أخلاق وطبائع طيبة.
وأنا إذ أحترم هذا الثبات والرقي في شعبنا الكريم، فإني أوصي الجميع بعدم الانجرار وإن طال الأمد، وإن كان لا بد من الرد فما للذباب إلا المبيدات، وعلينا بتوحيد جهودنا لإغلاق الحسابات المسيئة، بالإبلاغ عنها، وإرسال تقارير بمحتواها المسيء والعنيف والكاذب. فكثرة البلاغات والتقارير تؤدي إلى إغلاقها.. هذه هي المساجلة الحقيقية والندية القوية.. لأنه بعد شهر من الحوارات العقيمة والجدال الفارغ مع أدمغة تعرضت لغسيل عميق لتتحول إلى روبوتات تعيد الجمل ذاتها، أجد أنه من الخطأ الاستمرار على هذا المنوال.
لتنطلق جيوشنا الإلكترونية لتبيد تلك الحسابات، وليس للرد العقيم الذي لا طائل منه، مع تمنياتنا لهذا الوطن الشامخ بأهله بالأمن والأمان ودوام الرخاء والاستقرار.