في قصيدة رائعة لمؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد غفر الله له.. أبيات توضح ما جبل عليه حكام آل ثاني من أخلاق سامية، تتمثل في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن هجر أرض الخراب وحكم الطغاة، وهي أبيات تحاكي الواقع الذي نعيشه الآن حيث يقول:
ويلومني العذال على مطلب العلا
ويلومني من لا هواي هواه
وحن كعبة المضيوم إلى ما وزابنا
بخيره ولا نرضى بغير ارضاه
ولنا هضبة يأمن بها من نجيره
على رغم من ضده ومن عاداه
أجرنا بها الحيين من ضيم حقهم
وتوسع بهم عقب المضيق قضاه
تذكرت هذه القصيدة وأنا أقرأ فتوى خاصة للشيخ عبد الله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة جاء فيها: لا يجوز إطلاق اسم كعبة على الدول، لما في ذلك من سوء أدب مع الله، وإساءة إلى بيت الله.. حيث تأتي هذه الفتوى في إطار استخدام العلماء في التهجم على قطر عبر وسائل إعلام صفراء، حين فقدت مصداقيتها ومهنيتها.
فمنذ عهد المؤسس وحتى قيام الساعة ستبقى قطر كعبة المضيوم، رضي من رضي، وأبى من أبى، لأنها قدمت مثالاً شجاعاً لذلك على مر السنين.
وقدمت التضحيات حتى استحقت هذا المجد الذي لا يستطيع أحد أن ينتزعه منها، وخاصة علماء السلطان، فقد اشتهر عن المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم، منذ أكثر من قرنين في المنطقة، أنه عادل ويحق الحق، وينصر المظلومين.
لذلك لجأ إليه كثيرون، واستجار به رجال من الخليج وخارجه، فقال في القصيدة الرائعة ذاتها:
أجرنا بها الحيين من ضيم حقهم
وتوسع لهم عقب المضيق قضاه
وجرنا بها أخو صافيه يوم ضدته
جميع النحايـا والرفيـق جفـاه
كما قال عنه محمد بن عثيمين:
ويا قاسم المعروف للملتجي الذي
تحاماه من عظم الجناية صاحبه
وهو نهج سار عليه أمراء دولة قطر جيلاً بعد جيل، ومجد أصيل لا ينتقصه إلا ناقص وحاقد..
وحقيقة، لقد تعجبت كثيراً من فتوى غاب عن صاحبها بلاغة اللغة العربية، وهو من تعلّم القرآن ويعلّمه.. كيف أصدر فتواه على المعنى الحرفي للكلمة وليس معناها البلاغي..
فـ(كعبة المضيوم) تشبيه بليغ، والمضيوم هو المظلوم الذي تطرده أرض الظلم وطاغيتها..
بينما الكعبة هي الحصن الآمن الذي لجأ إليه المظلوم بحثاً عن الأمن والأمان والاستقرار الذي سلبه منه الطاغية.
فلغة القرآن بليغة وتحتمل ما لا تحتمله قلوب الأشقاء حين ضاقت بمجد الشقيق الأصغر، معيدة إلى الأذهان قصة إخوة يوسف الذين غدروا به لأنه الأجمل في كل شيء.