أفول

Loading

أجمل ما في حصار قطر أنه كشف الكثير من المعادن الطيبة فارتقت.. وأسقط الكثير من الأقنعة فأفلت.
وربما أشهر من أفل نجمه هو وزير خارجية السعودية، الذي كانت هذه الأزمة وبالاً عليه أكثر مما كان يرجو لأهل قطر.
فمن الطبيعي في مواقف صعبة كهذه، أن يقف الإنسان في صف بلده، دفاعاً إذا كان مظلوماً، وناصحاً إذا كان ظالماً، أو ليصمت وينسحب بشرف.. وما أكثر الشرفاء الذين استقالوا احتراماً للقيم الثابتة، وانتصاراً للمبادئ الواضحة.
إلا أن عادل الجبير، الذي تعلم الدبلوماسية على يد سعود الفيصل، غفر الله له، وخبر ألاعيب السياسة في دهاليز واشنطن زمناً طويلاً، ظهر بمظهر التلميذ الخائب قليل الحيلة، متلعثماً تارة، وبلطجياً تارة أخرى.
حقيقة ما رأيت في أدائه الدبلوماسي هذه المرة إلا انعكاساً للسيسي الفاجر، الذي يظن أنه على حق، ويطوف الدنيا ليحشد أهل الباطل حتى إسرائيل لدعمه ونصرته.
إن البلطجة الدبلوماسية التي اعتنقها الجبير، منذ بدء حصار قطر، والتي تجلّت في تأليب الرأي العام العالمي ضد قطر بالكذب والتدليس، عادت عليه بالإحراج والتأتأة في موقف شهير لن تنساه الذاكرة العربية، ثم التعدي على وزير خارجية ألمانيا بالتحدث نيابة عنه، حول موقف ألمانيا من أزمة الخليج المفتعلة.
وأخيراً وليس آخراً..
احتراقه في البيان الذي أصدره اجتماع الوزراء الرباعي من القاهرة، عقب انتهاء المهلة، حين بدا في ذيل القائمة تابعاً، بعدما كان متبوعاً.
الأكاذيب والفبركات محرقة، تطال صانعها قبل المستهدف بها.. فيأخذ جزاءه في الدنيا بالفضيحة والعار، وفي الآخرة بالتجريم والنار.
كيف لا؟؟ وقد حذرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الكذب بقوله:
“إيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، ولا يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا”.
فبهذا يكون الجبير كذاباً، ولا يصح التعامل معه، أو الثقة به متى ما انطوت هذه الأزمة على خير.. فقد أفل نجمه غير مأسوف عليه.