الطوفان

Loading

في العاشر من رمضان ضرب الخليج طوفان، أخذ في طريقه الصالح والطالح، وخلط الأمور والأوراق، ولا يزال يعصف بأهله حتى لحظة كتابة هذه الأسطر بحبر الوجع والخذلان.
ففي ليل قاتم كنفوس بعض الطالحين، دبر إخوة لنا أمراً لم يراعوا فيه إلّاً ولا ذمة، فأطلقوا بذلك الطوفان المحبوس في القلوب، فلطالما كان العرب قوم عاطفة وشعور، أياً كان نوع تلك العاطفة أو تباين ذلك ظن أولئك الحاقدون الطامعون الجائرون أن أميرنا -تميم المجد- صغير السن حديث حيث ترفع عنهم وشرع في العمل، تاركاً الأقوال لهم، ضارباً مثلاً متألقاً في السياسة الذكية، وحسن تدبير الأمور.
فسموه تربى على يدي والدين استثنائيين سيذكرهما التاريخ بأحرف ذهبية وهالات من نور، شاء من شاء، وأبى من أبى.
لأنهما انشغلا بصناعة المجد، بينما انشغل أولئك المعتدون بالتخطيط والتدبير والمكر السيئ.
أميرنا الشاب نشأ في كنف صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، رجل عظيم أحبه الشعب العربي من المحيط إلى الخليج لشجاعته وحدبه وإنسانيته التي لامست كل جريح، فكان دعمهم لابنه غير محدود، بل كان سداً في وجه طوفان المرضى والموتورين.
أما أمه فهي سمو الشيخة موزا بنت ناصر، سيدة استثنائية أخذت من اللؤلؤ -الذي سميت تيمناً به- ندرته، حيث لم يمر في تاريخ الخليج مثلها، فقد كانت بحق سيدة أولى على مستوى العالم، تجدها في حقول التميّز والإبداع والابتكار والعطاء متوهجة تماماً كاللؤلؤ.
ومن الظنون الخاطئة أيضاً، والتي اجتمع الإخوة الأعداء الذين روجوا الإفك وضربوا مثلاً للنفاق عليها، أن الشعب القطري شعب مرفه ومنعم وسهل الانقياد، فراحوا يخاطبونه عبر قنواتهم الرخيصة، ليثور على أميره البهي ذي السؤدد والشموخ.
فكانت رسائلهم نكتاً سمجة وسقطات مدوية، تناثر على إثرها كل احترام كنا نكنه لمن خدعنا بابتسامته الصفراء، وهو ينوي قتلنا جوعاً وتركيعنا، ليحولنا إلى تابع له، وضمنا إلى فسطاط الظلمة الجشعين!!
خابوا وخاب مسعاهم
فهؤلاء الطغاة لم يختبروا المحبة الحقيقية التي تربط الشعب بقائده.. ولم يجربوا الولاء الصادق من شعوبهم.
أميرنا ساسنا بالحب فأحببناه، وأكرمنا بالعدل فواليناه، بينما تفنن أولئك الطغاة في تعذيب شعوبهم، والتنكيل بهم، وحكمهم بالوعيد والتهديد!
إنه طوفان انطلق ليعيد ترتيب الأمور، نجت منه قطر التي اعتصم أميرها وشعبها بحبل الإيمان بالله والتوكل عليه، بينما غرق البعض في مستنقع الغدر والقيم المهدرة والأخوة المستباحة.
فالحمد لله أولاً وآخراً..
وحسبنا الله دائماً وأبداً..