قال الإمام الشافعي يوماً:
جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ
وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّصُنِي بِرِيقِي
وَمَا شُكْرِي لَهَا حَمْدًا وَلَكِنْ
عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي
تذكرت هذه الأبيات المعبرة، حينما فتحت عيني على خبر قطع العلاقات مع بلدي الحبيب قطر دون ذنب أو جريرة.
حزنت كسائر المسلمين إلا أنني لم أغصص بريقي، لأنني أحسن الظن بربي وعلى ثقة بقائدي، وأعلم علم اليقين أنني في دولة ذات تفكير استراتيجي، ولديها خطط تؤمن حياتي اليومية بتفاصيلها، دون تأثير يذكر لقرار ارتجل فجراً دون وازع من دين أو ضمير..
إن قرار قطع العلاقات مع بلدي لم يزدنا إلا حباً لها، وولاء لقائدنا الفتي ذي القامة الفارقة قولاً وفعلاً.
ولله الحمد والمنة كان حباً غير مشروط، ومتدفقاً من ينابيع المواطنين والمقيمين والشعوب الحرة قاطبة، وأعتقد أننا جميعاً تلقينا رسائل جميلة مفعمة بالأخوة الصادقة، تؤكد تضامنها مع قطر شعباً وحكومة وأميراً، وترفض قرار قطع العلاقات، وفرض الحصار علينا الذي لا يستند لعقل أو منطق.
وكم من رسالة استوقفتني وبعضها أبكاني، خاصة إذا جاءت من مقيم مخلص، أو أخ جمعتنا به العروبة و/ أو الإسلام.
ومن تلك الرسائل رسالة د. محمد الصغير التي يخاطب فيها سمو الأمير قائلاً:
أويت الطريد وأمنت الشريد
نصرت المظلوم وخاصمت الغشموم
فكنت بحق أمير كعبة المضيوم
والله
لن يخزيك الله أبداً
ويكفيك رضا ربك ومحبة شعبك
محبة الشعب التي راهن عليها أصحاب القرار الجائر رهاناً خاسراً، فاحتالوا في بيانهم، وحاولوا تأليبنا على قائدنا، بفصل الشعب عن قائده فخسروا وخاب مسعاهم.
ما لا يفهمه هؤلاء الجائرون أن على أرض قطر تجري فصول قصة حب نقية بين الشعب وأسرة آل ثاني الكريمة، التي حكمت فعدلت، وساست ففاقت واستثمرت ومن بعد الله أغنت..
والعذر معهم في عدم فهمهم هذه الأبعاد، فهي حكاية عشق الإنسان والأرض.. مفهوم لا يستوعبه إلا الأنقياء فطوبى لهم.