مابين هذه … وذاك

Loading

شاهدت مؤخرا فيلمين قصيرين يفيضان إنسانية ويدللان على قوة الروابط بين الوالدين وأولادهما.
الأول: غربي تلقائي
طفلة تعود من المدرسة وتفاجأ بهدية منتظرة (قطة صغيرة)وضعتها والدتها في صندوق بغرفتها وما إن انتبهت الطفلة للقطة حتى احتضنتها وخرت باكية وممتنة للهدية التي انتظرتها طويلا …
الثاني:عربي مفتعل بعد الأول بفترة قصيرة !!
طفل يحتضن والده الذي أهداه هاتفا (جوال) ويبكي حتى سقط الجوال من يده لشدة التأثر !!!
مؤسف كم حولتنا وسائل التواصل الاجتماعي لممثلين يسعون للشهرة على حساب المحتوى !!
ماعليناعادة يشهد موسم انتهاء الامتحانات واستلام النتائج والشهادات توزيع الهدايا احتفاء وتقديرا للجهد المبذول والنتيجة المبهرة وهذه بادرة طيبة تشجع الإنجاز وترغب في الاجتهاد والمثابرة ..
لكن يبقى نوع الهدية هو المشكلة الحقيقية حيث لاحظت ضعفا ممقوتا يبديه الآباء والأمهات أمام طلبات أولادهما مما يشكل خرقا للسلطة الأبوية وقلبا للموازين الحياتية ..
فالجوال صار بوابة للجحيم حيث تنفتح من خلاله نوافذ الضياع الديني والفكري والسلوكي دون أدنى مبالغة ..
فكيف نأمن على أولادنا وقد تحوّل إلى لعبة بين أيديهم دون حسيب أو رقيب يتذكر ضغط زر الإرشاد العائلي على الأقل !!
أقول ذلك بعدما استمعت لوصف مشهد حميمي على لسان طفلة لم تتجاوز سبع سنوات وحين سألتها عنه قالت: بحثت في اليوتيوب عن مسلسلي الكارتوني المفضل فصادفت ذلك المشهد!!
بالله عليكم أيوجد إهمال أكثر من ذلك ؟؟
ألا تعي الأم الجاهلة الأثر العميق الذي تخلفه المشاهد الخليعة على طفلتها لتتركها فريسة لمحرك يحوي الغث والسمين دون رقابة أو متابعة؟
لماذا نربي أولادنا على الاستهلاكية ونهديهم هدايا تشكل وجدانهم بشكل خاطئ؟
ما بها الحيوانات الأليفة ؟!!
إن إهداء الأطفال حيوانات أليفة يكسبهم الكثير من المهارات وأهمها المحافظة على الحياة والدفاع عن المستضعف ..
قد يتبادر إلى أذهانكم سؤال كيف أقنع طفلي بهدية أخرى فأجيب كما عودتموه على الاستهلاكية يمكنكم استبدالها بعادة حميدة شرط النية والتركيز والمتابعة ..
مع ملاحظة أنه لا يتوجب عليكم تقديم الهدايا في كل مرة لأن الحياة ليست كذلك ..
فكثيرون يحققون معجزات لا إنجازات ومع ذلك يتم تهميشهم لا تكريمهم !!
أعانكم الله على التربية فهي مهمة شاقة وعظيمة لذلك استحق الوالدان التكريم في الدنيا والآخرة .