استغلال

Loading

مما لا شك فيه أن الأسر المنتجة تلعب دورا مهما في دعم الاقتصاد الوطني كصناعات صغيرة، ولهذا تقف الدولة خلفها وتدعمها دعما مطلقا من خلال تذليل كل الصعوبات وتقديم كل التسهيلات، فمن منافذ بيع مجانية أو تكاد تكون، ومتعددة في أكثر من سوق إلى ترويج داخلي وخارجي لمنتجاتهم من خلال المشاركات في المناسبات المحلية أو المحافل الدولية.
وكل ذلك يبدو جميلا، إلا أن استغلال بعض تلك الأسر للأعياد، وغيرها من المناسبات، لا يبدو كذلك.
فالأسعار التي تضعها الأسر على منتجاتها مبالغ فيها إلى درجة تثير الاستياء والامتعاض، خاصة ونحن نعلم حجم الدعم الذي يتلقونه بصفتهم أصحاب مشروعات صغيرة.
فالملابس التي تباع في محلات الأسر المنتجة، مثالا، تجاوزت المعقول بمراحل، في هذه الأيام التي تسبق العيد ودخول المدارس!!!
وقد ألتمس العذر لتاجر يرفع الأسعار لارتفاع إيجار المحل وأجرة الأيدي العاملة وغيرها من التزامات (وهو ليس بمعذور)، إلا أني لا أجد عذرا للأسر المنتجة التي لا تحمل مثل هذه الهموم، تغالي في أسعار فساتين العيد للصغيرات وتطرحها بأسعار فلكية، في استغلال بشع وجحود للمجتمع الذي احتضنهم ودعَّمهم دعما تاما.
رغم أن الملابس التي يعرضونها، خاصة المستوردة، ليست بتلك الجودة التي تستحق هذه الأسعار. ومن المؤسف أنك قد تجدها في محلات أخرى بنصف السعر!!!
فمن الطبيعي أن يسعى التاجر للربح، وذلك عبر هامش ربحي ينفعه ولا يضر زبائنه، لأن العكس هو استغلال ممجوج يجب أن يُكبَح جماحه، أو سحب الدعم منه، ليعرف أن الطمع قلَّ ما جمع.