الوقت يسرقنا حتى نضطر إلى سرقته من أجل الأحبة لنقضي معهم لحظات من الإشباع العاطفي الذي يتناقص بفعل المشاغل الكثيرة والمتلاحقة، فطبيعة بعض الأعمال تفرض علينا ساعات طويلة، وقد تضطرنا أحيانا لتمضية العطل والإجازات في ساقيتها التي لا تتوقف حتى لو توقفت القلوب عن النبض!!.
أذكر والدي رحمه الله كثيراً وهو يردد:
تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد!!
نظراً لطبيعة عمله الشاقة وطبيعته هو -غفر الله له- فقد كان عاشقاً للعمل متفانياً فيه إلى أبعد الحدود، وورثنا عنه ذلك، إلا أنني أجاهد لأوازن بين العمل والبيت وأعطي كل ذي حق حقه، وخاصة نهاية الأسبوع التي أقسمها إلى:
الجمعة
يوم خاص بي أفضل أن أبقى في البيت واحتفي به كيوم مقدس عند الله عز وجل ونبيه عليه الصلاة والسلام.
السبت
الذي أديه للعائلة فنفطر سويا فطوراً منوعاً وشهياً ثم نخرج لنمارس نشاط مشتركا، نتغدى معاً في مطعم اجتمعت عليه أذواقنا لنعد إلى بيت فنقضي ما تبقى من السبت في الحوار وتبادل الآراء حول حاضرنا وآمال مستقبلنا، إنه اليوم الأهم في الأسبوع نجتمع جميعاً دون أن يتخلف أحد لنعوض ما فاتنا من أسبوع لاهث مواعيدنا فيه مختلقة وأوقاتنا متباينة وكل منا مشغول بما هو مسخر له، في رأيي إنه من المهم جداً أن يكون للعائلة يوماً يلتزم به الجميع يعيشون فيه ماضيهم بالذكريات وحاضرهم بالتأملات ومستقبلهم بالأمنيات، لتقوى عرى المودة وتوطد أواصر المحبة بينهم فتذلل الصعوبات وتحل المشكلات.
العمل واجب ومن الحكمة القيام به ضمن أوقاته الرسمية دون أن تحملوه معكم إلى البيت، وإن فعلتم فلا يكون سلوكاً دائماً وخصصواً للعائلة يوما يكون الأهم في روزنامتكم لأنهم الأهم..
دمتم مباركين أينما حللتم.