نتحد نقف.. نتفرق نسقط

Loading

مقولة للرائع أحمد الشقيري الذي تودعنا خواطره هذا العام بكثير من الأسف في نفوس متابعيه.. أتذكرها وأنا أرى المشاهد الدموية العابثة بأمن واستقرار الخليج الذي ظل كالطود شامخاً وسط أمواج الحسد والحقد والتخريب.
لم تبدأ تلك الأمواج العابثة في 2011 عام الربيع العربي -الذي تحوّل إلى خريف بفضل العبيد الذين اعتادوا ظلم الطغاة واستعبادهم حتى أحبوه- كما يتخيّل البعض بل قبل ذلك بعقود، والذاكرة الخليجية حبلى بأحداث ليس من المصلحة اجترارها، بل الاعتبار منها وإرسال رسالة قوية وواضحة للمتربصين بأننا شعب قوي متحد وإن قسّمت أرضه الحدود.
الخليج العربي رغماً عن (الجارة المنهارة) التي تبحث عن مجد زائل أهدره الفاروق عليه رضوان من الله ورحمة، ليس مجرد أرض غنيّة وشعوب مرفهة، بل هي شعوب تجنح إلى السلم، تدين بدين الإسلام، وتنتهج سنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، لذا هي دولة حق، وستبقى قائمة بفضل الله حتى قيام الساعة.
أما دولة الباطل الوالغة في دماء المسلمين سنة وشيعة في مخططات باتت مكشوفة إلى درجة الوقاحة والضلال فهي زائلة وإن توهمت نصراً. ولا أدري كيف تظنه انتصاراً وقد لوثته بدماء أبنائها قبل من تتصورهم أعداء؟
إن الطمع الذي يحرك إيران لالتهام ما حولها من دول مسالمة سيعود عليها بالهزيمة النكراء، وعلى أيدي تلك الشعوب المؤمنة بالله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ولن تستطيع بكل أسلحتها، وفي مقدمتها النووي الذي تتذلل من أجله على أعتاب الشيطان الأكبر -كما كانت تروج عنه قبل انكشاف وجهها القبيح- تفتيت لحمة شعوب الخليج سنة وشيعة، فما عقده الله -عز وجل- لا يقوى على فكّه أي شيطان.
لذا نحن نردد سنة وشيعة.. الخليج ما نبيعه ، ونتواصى بالاتحاد لأنه منجاة، وبه سيصمد الخليج في وجه أعدائه المعلنين وخفافيش الظلام الذين يحاولون عبثاً ضرب أمنه واستقراره.
مهما قدّم الخليج من تضحيات، وزفّ الشهداء إلى السماء سيبقى قوياً باتحاده في وجه أمواج الحقد والحسد طوداً شامخاً تتكسر عليه أوهام كسرى، ومن يدور في فلكه.