مهاجرون لا أنصار لهم

Loading

الحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.. هو شكر واجب يجري على ألسنتنا كلما طافت بأعيننا مواجيز الأخبار «البائسة» من شمال الأرض وجنوبها.. شرقها وغربها حيث باتت بعض البقاع تلفظ فلذات أكبادها بينما استجارت بعض الشعوب بنار الهجرة من رمضاء أوطانها. دول فقيرة وأخرى بائسة وأخرى بعث فرعون على أرضها، فذاقت الشعوب ويلات الحروب بأنواعها.. ومات المستقبل في أعين شبابها.. فعزموا الرحيل ممتطين صهوة البحر الذي أراد الله له أن يكون وسطاً بين بؤس إفريقيا ومجاعاتها وحروبها الأهلية وأخرى فاقدة الأهلية.. نساء وأطفال شباب وشيوخ حملتهم رياح اليأس، وألقت بهم في عباب البحر المتوسط ليبحروا على مراكب الحلم،ظناً بأن جمارك الدول الأوروبية الساكنة شاطئه الآخر بوابات الفردوس الأعلى.. يبحرون في زوارق مطاطيّة وقد باعوا آخر رمق من أجل الحصول على فرصة التمرغ في الجنان الأوروبية.
يا لله..ما أشد بؤس من لا يتقن السباحة حين يقرر أن يواجه البحر بغدره وجبروته هرباً من طغيان بني جلدته..
يا للإنسان ما أظلمه!!!
ظلم نفسه
وظلم أخاه
وظلم وطنه
إن إحصائيات الغرقى في المتوسط تكاد تتفوق على قتلى الحروب!!! فمن لهؤلاء البؤساء؟؟ الذين أغلقت بعض دول أوروبا بواباتها في وجوههم، وتركتهم لقمة سائغة للبحر ووحوشه، بينما أنقذت بعضهم الآخرين أولئك المهاجرين لتودعهم معسكرات تقتل ما تبقى من أحلامهم الذابلة.. وتسقيهم الحسرة بأن مخاطرتهم أعادتهم إلى الطغيان مرة أخرى. إنها الإنسانية في توحشها، الإنسانية في آخر الزمان.. إنهم المهاجرون ولكن لا أنصار لهم.