وداعاً.. يا سنتي الذهبيّة

Loading

في آخر أيام 2014 السنة الميلادية أكتب مودّعة واحدة من أفضل سنوات العمر، ولربما هي الأفضل في حياتي، حيث شهدت تحقيق عدّة أحلام ذهبيّة ولله الحمد والمنّة..
ففي أولها: كان زواج عبدالعزيز أخي الأصغر وهو بمثابة ابن لي، فعادة ما تكون الأخت الكبرى أماً صغرى.. رعايته صغيراً ومتابعته شاباً أخذت من مشاعر الأمومة في قلبي وعاطفتي كل مأخذ، فجاءت هذه المناسبة كغيمة فرح متدفق تمطر سعادة وراحة.. اللهم بارك لهما وبارك عليهما.
وبعدها بقليل حلّت مناسبة أخرى أكثر سعادة وهناء، أنصفتني وقدّرت صبري وتضحيتي لتمنحني كياناً مستقلاً ووضعاً جديداً أضفى على حياتي الكثير من الراحة والدعة. أسأل الله أن يديم الأفراح عامرة في قطر الغالية.
أما أوسطها: ففيه حققت حلمي القديم بالعمل في الإعلام من خلال التحاقي بشركة قطرية رائدة تقدم إعلاماً متميزاً يحتفي بالهوية والتراث في قطر.. ويحتفي بالقطريين والقطريات فلقيت منها كل تقدير وحفاوة.. فالشكر والتقدير لكل نطاق عمل يقدرنا ويحترم مواهبنا وقدراتنا، ويذلل كل السبل للإبداع والإنتاج الجميل.
لتأتي الشهور الأخيرة في 2014 حاملة فرحة متجددة بولادة نورة أخرى -حملت اسمي تيمناً بي– فسبحان الله عزّ وجل الذي يعوضني عن الأمومة في صور شتى.. ويرفع قدري وذكري مع كل نورة جديدة تولد لتحمل اسمي تحديداً وتقديراً.
ثم تقدير جريدة «العرب» لي ضمن كوكبة من كتّاب قطر وكاتباتها تشرفت بهم في حفل غداء أنيق على شرف الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني الذي أتاح لنا فرصة رائعة للحوار وتبادل الآراء حول «العرب» والصحافة القطرية.
ليكون الختام مسكاً حين سخّر الله لي من رفع عني وزري الذي أنقض ظهري وكدّر عيشي، فتحررت من الربا الذي محق كل بركة وخير في مصدر رزقي، فانتقلت بعدها من بنك ربوي شرس يستعذب سخرة المدينين وجرجرتهم إلى المحاكم – الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، وفضلنا على كثير من خلقه من غير حول منا ولا قوة- هذا البنك الذي تسول زبائنه على أعتاب الوزارات والهيئات ليصطادهم في حبال الربا الذي ينهش الروح والمستقبل والراتب، ولكنه لا يغيّر من أصل الدين شيئاً حتى ولو كنت منتظماً في السداد.. إلى بنك إسلامي يوفر لي معاملات مالية عادلة، ويشعرني بآدميتي ويحترمني كزبون يعرف حقوقه ويحترم واجباته.
فوداعاً يا سنتي الذهبيّة التي أسأل الله عز وجل أن تكون مستهلاً لأروع سنوات العمر الذي أستمتع باستعراض محطاته في مثل هذه الأيام.. فأستغفر لزلاتي وأفخر بإنجازاتي التي صنعتها بثقتي بربي وصبري.