غداً تشرق شمس اليوم الأغر، يوم الثامن عشر من ديسمبر، ذكرى تأسيس هذا البلد الحبيب على يد المغفور له الشيخ جاسم بن محمد، ليتوج الاحتفالات التي انطلقت منذ أيام عشر، ونشرت في الأجواء مشاعر رقراقة تتجسد في صور رائعة عبر البلاد، وفي فعاليات تتوالد حتى بتنا نشعر بأن كل ذرة تراب على هذه الأرض الطيّبة تحتفل معنا بهذه الذكرى العطرة.. لرجل عظيم اتصف بصفات الصالحين والفرسان الفاتحين، طيّب الله ثراه، وجعل الفردوس الأعلى مثواه.
ذكرى تبعث فينا الكثير من القيم والمبادئ، وتغرس في قلوبنا الولاء والحب المطلق لقادتنا، التي تبادلنا حباً بحب ولله الحمد والمنة.
تعيد إلى أذهاننا ذكرى الرجال الأولين الذين التفّوا حول المؤسس وتكاتفوا معه، ليضعوا الأسس المتينة لهذا الصرح الذي تحوّل بمرور الزمان لكعبة المضيوم، وسيبقى كذلك أبد الآبدين، ما دام أحفاد جاسم بن محمد يحكمون قطر، ويقودون شعبها إلى المجد والعلياء.
ويضيء في ذاكرتنا وجه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ،حفظه الله وأطال عمره، لنسترجع مواقف عظيمة لرجل لا يمكن أن تغفله ذاكرة التاريخ وتغمض عنه أجفان الزمان، لما قدمته يداه المباركتان لقطر وشعبها.
رجل عظيم، وفى بوعده، وحفظ لقطر عهوده، فصارت عاصمة التفوق والتميّز والتقدم، وأصبح شعبها أكثر الشعوب حظاً بمثل سموه.. حتى قدّر الله -عز وجل- على قطر أن تعيش حالة عربيّة استثنائية..
فيتنازل القائد الاستثنائي عن الحكم راضياً مرضياً، تحفّه الدعوات واللوعات التي لم تهدأ إلا بابتسامة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى،والتي تبشر قطر بمستقبل مشرق وجميل مثل ابتسامته تماماً.
تميم حفيد المؤسس الذي يستكمل مسيرة عظيمة لقادة عظام، تعددت أسماؤهم، وتغيّرت صورهم، ولكنهم اتفقوا ورعيتهم المخلصة على حب قطر والعمل على تقدمها ورفعتها، لتكون درة الكون وتاج الدنيا.. وعلى هذا المنوال نحن ماضون، وعلى عهد المؤسس باقون قيادة وشعباً، أكرمنا الله برضاه ونعمه التي لا تعد ولا تحصى…
فلكل هؤلاء العظام أقدم باقة ود عنّابيّة
تقديراً وولاء وامتناناً…
في يومنا الأغر..
لقطر قيادة وحكومة وشعباً
فكل عام ونحن بأمن وأمان واستقرار ونجاح.