تتوالى الأخبار عن عجز الموازنات العامة في دول شقيقة، نتيجة لانخفاض أسعار البترول، فأحمد الله عز وجل أن سخر لنا سمو الأمير الوالد برؤيته الثاقبة التي وعت مبكراً أهمية تنويع مصادر الدخل القومي، حتى لا تتعرض البلاد لهزات اقتصادية قاصمة.
هذا التدبير الاستراتيجي الناجح والذي أثبت تفوقه على كل الأزمات المالية التي هزت أكبر اقتصاديات العالم حافظ على قطر كواحة اقتصادية مستقرّة ينعم أهلها برغد العيش.
اللهم أدمها علينا نعمة واحفظها من الزوال.. واحفظ صاحب السمو الأمير الوالد وأطل عمره في صحة ورخاء.
ومن هذه الاستراتيجية نستلهم ضرورة العمل كأفراد على تنظيم حياتنا من الناحية المالية تنظيماً يحفظ استقرارها من خلال إعداد ميزانية واضحة المعالم تبعدنا عن المخاطر الاقتصادية التي تهدد الأمن الشخصي الذي يمثل المال أحد أعمدته الرئيسية.
وليس هناك أفضل من الهدي الإسلامي في الإنفاق، فلا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً مدحوراً.
الاعتدال في الإنفاق فلا إفراط ولا تفريط يضمن حياة هادئة آمنة مستقرة، والأهم من ذلك يضمن الوفرة.. أما البركة فليس أفضل من الإنفاق في سبيل الله ولو بالنزر اليسير لتحل البركة على أعمارنا قبل أموالنا.. فلا تنسوا ذلك حين تمسكون القلم والورقة لرسم سياستكم المالية التي يجب أن تشركوا فيها الصغار ليتعلموا فن التعامل مع المال.
لأن البعض يعاني أزمات مالية طاحنة ناتجة عن سوء إدارة الدخل الشخصي أو حب المظاهر أو الإسراف أو الديون الشخصية وغير ذلك من أزمات اقتصادية تهز أمن الفرد والأسرة.
فهل من وقفة جادة وإعادة التفكير والتبصر في أسلوب حياتنا لعلنا نصل إلى مستوى قيادتنا ذات الرؤية الثاقبة؟؟