التنين

Loading

حط التنين مؤخراً على أرض قطر بعد طول انتظار ورحلات مكوكية بين قطر ودبي، بحثاً عن آخر المنتجات بسعر معقول.

ومن سماه تنيناً لم يبالغ في التسمية، ولم يخنه التعبير، فالمعروف عن الأسواق الصينية ضخامة حجمها.

فالسوق الصيني في قطر أقيم على مساحة 20 ألف متر مربع، وعلى طول 500 متر، ويحتوي على أكثر من 240 محلاً تجارياً، بالإضافة إلى 7 مطاعم، وهي أرقام توضح حجمه الكبير بلا شك. مما يجعله قبلة سياحية جديدة في قطر، خاصة أن السوق قد اكتسب سمعة طيبة في الدول المجاورة لتوافر البضائع بشكل شامل ووافر وبأسعار تشجيعية، حتى إن البعض كان يزور دبي للسوق الصيني فقط!!

وخبراء السوق الصيني هناك الذين اعتادوا زيارته مرات كثيرة خلال العام يثنون على الأسعار التي تتناسب والبضائع الصينية، وأنها في متناول يد الجميع، فهل سيكون الأمر نفسه في قطر، أم أنه سيركب موجة الغلاء التي تجتاح السوق القطري بشكل عام كغيره من الأسواق، وسيكون (الطاق طاقين) كما عبر أخ كريم وهو ما نتوقعه جميعاً.

أيضاً سيقوم السوق الصيني في قطر بتنظيم معارض تجارية موسمية للمنتجات الصينية التي لا تتوفر إلا فيه، فهل ستكون أسعارها خاضعة للرقابة؟

وهنا أعتقد أنه لا بد من وقفة لدراسة وضع الأسواق والمعارض التي تستنزف المواطنين والمقيمين بسبب الأسعار المبالغ فيها، والتي تدفعهم للجوء إلى منتجات أرخص سريعة العطب لا جودة فيها.

لا بد من خطة لحماية المستهلك تكون ملامحها واضحة للجميع، وينفذها التجار دونما إبطاء وتردد، فقد بلغ الأمر حداً لا يمكن السكوت عنه، إلا أن الصمت المريب الذي تنتهجه إدارة الحماية يحيّرنا.

فرغم الجهود الموسمية المشكورة التي تبذلها الإدارة، إلا أنها تبقى موسمية، وغالباً ما ترتبط برمضان، بينما يقع المستهلكون فرائس لجشع التجار الذين يستغلون الأعياد والسفر والعودة للمدارس لرفع الأسعار وجني الأرباح دون تفكير في رب الأسرة، وخاصة ذا الدخل المحدود، الذي يجد نفسه في صراع قاس حول متطلبات أسرته وظروف السوق التي تضغط على ميزانيته.

فهل من استجابة فورية تحفظ كرامته وتعينه على العيش بسلام، بعيداً عن المعاناة التي يسببها شخص جشع يبالغ في هامشية أرباحه؟