تقوم إدارة برامج الوقاية والتوعية بالبرنامج الوطني للسرطان بجهود مشكورة في مجال التوعية، وطرحت خلال الفترة الماضية مقاطع تلفزيونيّة ضمت مجموعة من الأسماء القطرية.
وقد اطلعت على حملة «تبديد الخرافات» لأجد أنها تحفيز ومحاربة للخرافات المنتشرة حول المرض، وضرورة التعامل معه كأي مرض آخر..
وهذا لا شك دور مهم، إلا أنني أرى أن مريض السرطان يحتاج لأكثر من ذلك..
فالمعاناة القصوى التي يتعرض لها المريض أكبر من أي توعية، سواء كانت منشورة أو مصوّرة..
فهو أسى ما بعده أسى، وأذى يصيب الروح ويستبد بالجسد، ويجلب معه ظلال الموت، شئنا أم أبينا، فهو مرض سيئ السمعة.
مريض السرطان يخوض معركة حياة أو موت، وغالباً (للأسف) يخرج منها على نعش!!!
وإذا كانت الدولة قد قررت خوض هذه المعركة، فلا بد أن ترفع درجة الاستعداد لتحقق نصراً مؤزراً يكتسح السرطان الذي بات منتشراً، خاصة في العقد الأخير، وهو أمر يستحق البحث والوقوف على الأسباب الحقيقية، ومواجهتها بكل قوة وشجاعة، فهذه هي أولى خطوات الانتصار، أما بعد..
فأرى أن مريض السرطان يحتاج إلى دفقة أمل مشبعة ترفع قدرته القتالية، وتزيد من شجاعته في مواجهة المرض.
ولا تتوفر هذه الشروط إلا في حكايات الناجين من السرطان… فهل يوجد مرضى في قطر نجوا من السرطان؟ مع ملاحظة أن الاستئصال ليس علاجاً، وإنما مرحلة من العلاج..
فإن كان هناك ناجون من المرض فحكاياتهم الواقعية هي أفضل توعية وأقوى بلسم شاف بإذن الله.. فلماذا لا تسجل حكاياتهم وتبث في مستشفى الأمل وتوزّع على المرضى لتبث فيهم رجاء النجاة من مخالب هذا الوحش القاتل؟
هنا فقط يمكن أن يستجيب مرضى السرطان لإمكانية هزيمة المرض كأي مرض آخر..
كما نرى في مجتمعات أخرى حولنا..
تعيش معنا على نفس الكوكب لكنها تسبقنا بمراحل.