في جلستنا الأسبوعية تحدثت صديقة غالية عرفنا عنها الإنفاق المبذر على أمور استهلاكية عن استعداداتها لزواج ابنتها الوحيدة.. فقالت: تعبت من التفاوض مع الفنانات لإحياء ليلة الزفاف.
ففنانة لم يتجاوز عمرها الفني سنتن أجرها مئة ألف ريال! بينما اشترطت المبلغ نفسه فنانة شعبية من بلد شقيق، بالإضافة لتوفير السكن!
وغيرهن كثير، كفنانة العرب التي تشترط مبلغ تجاوز الربع مليون ريال، لإحياء ليلة الزفاف باستعراضية عرفت عنها!
فبادرتها إذا كان لديك مئة ألف ريال فأودعيها في حساب إحدى المؤسسات الخيرية، لأن وطن الإسلام مثخن بالجراح.. لعلها تدخلك الجنة بغير حساب، بدلًا من التأتأة يوم الحساب، حينما تسألين عن النعيم وعن مالك فيما أنفقته؟
فجاء ردها معبر عن فئة لها فلسفة خاصة -غير صحيحة أبد ًا – ملخصها “وَأَمَا بِنِعْمَةِ رَبِكَ فَحَدِثْ”.
عجيب هو أمرهم حينما يتعاملون مع الدين على هذا النحو، فيخرجون الآيات عن سياقها، ويؤولونها بحسب رغباتهم وتوجهاتهم!
فالله -عز وجل- لا يحب المبذرين المسرفين، فكيف إذا كان هذا الإسراف في اللهو؟!
أعتقد أن على هذه الفئة مراجعة نفسها، والبراءة لله من هذه التجاوزات التي يظنونها هيّنة، وهي عند الله عظيمة..
والأعجب منهم سعي الناس للتباهي والتفاخر في الزواج، ثم يعودون ليشتكوا من غلاء الأسعار.. إنما السلع عرض وطلب.. ويجب أن تتحكموا في الأسعار بترشيد الطلب والاعتدال في الإنفاق. ومنها الأعراس التي تشهد تصرفات هوجاء لا مسؤولة تعكس سفه لا ترفًا.. فلم أدع صديقات وزميلات عربا أو أجانب إلا واستنكروا تلك التصرفات المخجلة.. فاتقوا الله الذي بحمده وشكره تدوم النعم.