بيد مرتجفة فتحت هاتفها النقّال تبحث عن رسالة تحمل نبأ عظيمًا تنتظره منذ غادرت مقاعد الدراسة الثانوية بمعدل لم يسمح لها بتجاوز بوابة الجامعة الحكومية الوحيدة في وطنها.
ذلك المعقل الرابض على أطراف مدينة الدوحة، متخذاً مكانًا قصيًا ضاربًا أسوار المستحيل أمام جحافل من خريجي الثانوية الذين لم يحالفهم الحظ في تجاوز حجرة العثرة الأولى.
أخيرًا فتحت مريم الرسالة النصيّة التي أكدت استحالة الفرصة، فحجر العثرة الثاني يبدو صلدًا ينبت العشب مهما سقته مياه المحاولات.
مريم واحدة من مئات الطلاب والطالبات الذين تقف اختبارات القبول كالسات وغيرها حارسًا على بوابة جامعة قطر ليغلقها في وجوه أحلامهم الشابة.
اختبار “SAT” (التقييم المدرسي اختبار الكفاءة الدراسية) هو اختبار القبول الموحد للكلية في الجامعات الأميركية، ويقدمه الطلاب الأميركيون في المرحلة الثانوية، حيث يختارون بينه وبين امتحان “ACT”، لكن “SAT” هو الأكثر انتشارًا عالميًا، وتطبق الكثير من المدارس الخاصة نظام ال “SAT”، كما في السعودية ومصر والأردن.
“SAT” مملوكة من قبل مجلس الكلية، وهي منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة. وضعت وطورت من قبل خدمة الاختبارات التعليمية المشرفة على الاختبار.
ويعتمد هذا الاختبار لتقييم استعداد الطالب للكلية، وقد قدم أول اختبار في عام 1901.
اختبار سات الحالي قدم في عام 2005، مدته ثلاث ساعات وخمس وأربعون دقيقة. العلامات المتحملة تتراوح ما بين 2400 – 600، وهو الجمع بن ثلاثة أقسام: 800 لكل من الرياضيات، والقراءة والنحو، والكتابة.
طفرت عينا مريم الواعدة بالدموع، فلم تستطع إجابة أسئلتي المشفقة.
فبادرتني والدتها بقولها: ليس من حق أحد أن يحرم أطفالنا من تعليمهم الجامعي بقوانين لم ينزل الله بها من سلطان!!
حتى في أميركا لا يضعون أحجار عثرة في طريق الطلاب ليرغموهم على البقاء أسرى الشهادة الثانوية.. فقط هنا حيث لا نملك إلا جامعة واحدة، ودون معاهد متوسطة، بل حتى حق الانتساب لجامعات أخرى سلب منهم بلا أدنى شعور بالمسؤولية.
هنا غادرتنا مريم إلى غرفتها ربما لتعيد التفكير في جدوى التقدم لاختبار السات مقدمًا، فربما تتجاوز حجر العثرة الصلد، وتتمكن من تحقيق حلمها أخيرًا.