معقولة.. في قطر؟!

Loading

تناقلت الأنباء خبراً مفاده أن سويسرا في طريقها للتصويت على صرف راتب شهري قيمته 2500 فرانك (ما يعادل 10 آلاف ريال قطري) لكل مواطن بالغ، سواء كان لديه عمل أو لا، من أجل أن يتفرغ الإنسان للإبداع!

ويقطن سويسرا الجميلة 8 ملايين نسمة، والعدد مرشح للارتفاع، بينما يتربع اقتصادها على قمة أغنى الدول في العالم.. بينما يبلغ عدد سكان قطر الإجمالي حتى نهاية شهر يوليو الماضي مليوني نسمة يشكل المواطنون ما نسبته 30 % إلى 40 % تقريباً، وقد يصل البالغون إلى نصف هذه النسبة.

كما أن قطر الغالية تأتي على رأس قائمة الدول الأغنى في العالم، حسب مجلة «فوربس»، ويمثل الغاز الطبيعي ركيزة الاقتصاد فيها، حيث تم اكتشاف أكبر حقل للغاز في العالم في بحرها، مما جعلها تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث الاحتياطي الغازي، حيث تمتلك %14 منه، فأصبحت قطر بذلك أكبر مصدر للغاز في العالم. لهذا فإن قطر مرشحة لهذا الاقتراح السويسري أكثر.. ولم لا؟ فالبلاد ثريّة ومواطنوها البالغون لا يشكلون عبئاً على اقتصادها الغني، فلماذا لا يفرغونهم للإبداع والإنجاز؟

أو على الأقل لماذا لا تعمل الحكومة على ضمان حصول المواطنين على حقوقهم كافة دون إبطاء أو تعسير؟ فمن العجب أن يكون في هذا الوطن الصغير أسر متعففة لا تسأل الناس إلحافاً، وغارمون تجمع لهم التبرعات.. وضحايا البنوك الربوية الذين قيّدتهم الفوائد طول العمر، ومتقاعدون رواتبهم لا تكاد تسد رمقهم… ومواطنون يستلمون رواتب دون حد الكفاف من الضمان الاجتماعي. أعتقد أن على الحكومة مراجعة هذه الحالات ومعالجتها علاجاً جذرياً، فلا نريد أن يكون بين القطريين من تجوز عليه الزكاة والصدقات حتى لا نصطدم بتعجب الآخرين وهم يتساءلون: معقولة في قطر مثل هؤلاء؟؟!

ويحق لهم التساؤل حينما نرى خير قطر يغطي الأرض ولا يفرق بين العرب والعجم ولا بين مسلم أو غير مسلم.. فالقطري أولى بخير بلاده التي لم تقصر ولن تقصر في جعله أنموذجاً لكيفية إدارة ثروات الوطن.