البارحة عاش أطفالنا ليلتهم الجميلة (القرنقعوة) والتي تمتد أفقياً عبر الخليج أغلبه..
ارتدى الأطفال حللاً جميلة عابقة برائحة الماضي الجميل، ورددوا نشيدهم الممزوج بالدعاء..
(عطونا الله يعطيكم)، وغيره من الأدعية التي تربط بقافية الأسماء التي يرد ذكرها في النشيد..
صوت يترنم من ماض سحيق عاشه الأجداد الذين صنعوا الفرح من غلالة شظف العيش وقسوة البحر وبخله..
صوت يمثل اللهو المباح الذي لم ينكره الرسول صلى الله عليه وسلم في زمانه.. وجاء من ينكره الآن ويطلق الفتاوى بتحريمه باعتباره بدعة!!
بل إن البعض صنف هذه المناسبة الجميلة ونسبها لطائفة دينية لا يجوز لأهل السنة والجماعة إحياؤها!!!
وأنا إذ أحيي غيرة هؤلاء على الدين، فإنني أعتقد ببراءة هذه العادة الجميلة التي ننتظرها عاماً تلو عام.. وبين ظهرانينا مشايخ فضلاء ومفتون أجلاء لم يحرّمها أحد منهم سابقاً، ولم يصمها بالبدعة، إلا أننا ننوه إلى ضرورة الاعتدال في الاحتفال، خشية أن يوقعنا الإسراف في غضب الله وبغضه لنا، فإنه عز وجل لا يحب المسرفين.
إنني أدعو المشايخ الذين ينادون بتحريم (القرنقعوه) إلى تأمل الأطفال في هذه الليلة، وكيف
يتحولون إلى فراشات ملونة تنقل الفرح من بيت إلى آخر.
الشيء الوحيد الذي نقّص علينا فرحة هذا العام هو الحرب على غزة، واغتيال الطفولة فيها بكل برود..
نسأل الله عز وجل أن ينشر السلام والفرح في ديار المسلمين ويرفع عنهم البلاء والشقاء..
اللهم عليك بالطغاة المعتدين ومن يواليهم ويدعمهم ويزيّن قبح أفعالهم.. فإنهم لا يعجزونك.