وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى? – قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ – وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ – وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ – وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ – إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «(220)
كلما مررت بهذه الآية الكريمة من سورة البقرة العظيمة مرّت بخاطري «دريمة»، وهي الوعاء الرسمي الذي وضعه طيب الذكر سمو الأمير الوالد لرعاية الأيتام والسهر على راحتهم.
وتعهدتها صاحبة السمو الشيخة موزا بالمتابعة اللصيقة ، نظراً لحساسية هذه الفئة ومكانتها في الإسلام، فرسولنا الرحيم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: «أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا.. وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى، وفرَّجَ بينَهما شيئًا».
ودريمة لمن لا يعرف معناها هي من النباتات الطبيعية التي تنمو في صحراء قطر، وتم اختيارها رمزاً للمؤسسة لأنها تتشابه وظروفها مع ظروف اليتيم الذي يولد في ظروف قاسية، ولكن إذا تعهدناه بالرعاية أينع وأثمر كزهرة الدريمة الرقيقة التي تمثل الأطفال في رقتهم وبراءتهم وجمالهم..
ولم يكن هذا الاختيار غريباً، فسمو الأمير الوالد أطال الله عمره أحبّ قطر تاريخها وتراثها وبيئتها.
وتميّز عهده بالأسماء التراثية للمؤسسات والإنجازات..
جاءت مؤسسة «دريمة» لتلعب دوراً محورياً في المجتمع من خلال فريق عملها بقيادة مديرها العام السيد خالد كمال الذي التقيته ذات زيارة فكان مثالاً للمسؤول الذي يدرك أبعاد مسؤوليته، ويتعامل مع منصبه من منظور التكليف لا التشريف، فهو وبعض فريقه يقومون بمهام وظائفهم 24 ساعة في سبعة أيام.. وجدتهم مستمتعين برعاية الأيتام ويتسابقون لتوفير خدمات متميزة في جو من الشفافية والخصوصية.. التي أتفق فيها مع السيد خالد، فحماية خصوصية الأيتام وعدم السماح للزوار بدخول دار الإيواء يجنبهم الحرج فينشؤون بصحة نفسية سليمة فأنت كزائر لك الحق بالتعرف على المؤسسة والخدمات الرائعة التي تقدمها للأيتام، ولكن ليس من حقك اقتحام خصوصية الأيتام والتفرج عليهم ومهما كانت النوايا الطيبة فالمجتمع صغير والفئة حساسة، ويجب مراعاة مشاعرهم إلى أقصى حد حتى ينشؤوا متوازنين راضين فينخرطوا في خدمة الوطن ويساهموا في مسيرته مع إخوة لهم دون الإحساس بأي نقص.. أعجبني تعبير استخدمه السيد خالد في توصيف دار الإيواء في دريمة بأنها دار ممر لا مقر حيث يعملون جاهدين لتحقيق رؤية مفادها «دار إيواء دون أطفال» من خلال تأهيل الأسر القطرية لاحتضان الأيتام في ظل تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي قننت هذا الوضع ولم تغفل أهميته.. وفي ذلك حققت «دريمة» نجاحاً ملحوظاً تمثل في وجود قائمة انتظار طويلة تنتظر فرصتها لاحتضان يتيم بعد خضوعها لدراسة وتقييم ومطابقة للمعايير التي وضعتها «دريمة»، من أجل ضمان حياة مستقرة وآمنة للأيتام.. خاصة أن دار الإيواء تتمتع بمستوى نموذجي يوفر كافة الخدمات التي يحتاجها اليتيم مع توفير كوادر متخصصة للإشراف اليومي على الأنشطة المختلفة. الأمر الذي حفّز الأيتام ليتميّزوا ويبدعوا ويحققوا مراكز مشرّفة في كافة المسابقات والمنافسات على مستوى الدولة.. لذا كان من المهم أن تكون الأسر الحاضنة على ذات القدر من الاستعداد والجاهزية معنوياً ومادياً، هناك عمل كبير وكثير يجري على أرض «دريمة» يستحق الإشادة والتقدير للقائمين عليه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل.. فشكراً لأبي الأيتام خالد كمال ومن معه على تمثيلهم المشرف لمجتمعنا المتحاب والمتواد المتكافل.. الشكر الجزيل.