في البدء، أرسل عبر حروفي في هذا الصباح جميل التهاني لكل مسلم ومسلمة لبلوغهم شهر رمضان أعاده الله عز وجل علينا جميعاً ونحن على طاعته وحسن عبادته..
أما بعد… فما زلنا نواجه معضلة رؤية هلال رمضان المبارك، وما زلنا كخير أمة أخرجت للناس نعكس اختلافاً بغيضاً بداية كل رمضان.. فالبعض يلتزم وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة».. والبعض الآخر يعتمد الحسابات الفلكية والتقاويم الهجرية رغم الفتوى بعدم جواز ذلك لتنافيه مع الحديث الشريف أعلاه!! أما ما عرفته مؤخراً فإن المسلمين في جنوب آسيا كبنغلاديش وما حولها فإنهم يصومون بعدنا بيوم، بمعنى أنهم يبدؤون الصوم في الثاني من رمضان!!!
وأخيراً البعض الذي يعارض اتفاق الجماعة على مذهب السنة فيخالفهم في اليوم المحدد!!!!
لا أدري.. أين تكمن المشكلة بل قل المعضلة التي تتحدى الواقع وتطوراته والحلول وإمكانياتها!!
لبئس المثال الذي نقدّمه للعالم الذي يتفرج على تفرقنا وتشرذمنا كل عام.. وكان هذا دافع المجلس الأوروبي للإفتاء الذي أرسل بيانه في شعبان يخبر بأنه سيعتمد الحسابات الفلكية في حساب مناسبات الجاليات الإسلامية لأهمية ذلك في تحديد عباداتهم وإجازاتهم، والأهم من ذلك أنهم لا يريدون عكس صورة التشرذم في العالم الإسلامي..
وعللوا ذلك بأنه خلال السنوات القليلة الخالية حدثت أخطاء في بدء شهر الصوم والأعياد للذين اعتمدوا رؤية الهلال.. فأحدث ربكة في صفوف المسلمين.
معهم حق… لذلك أعلن مجلس الإفتاء الأوروبي أن أمس السبت هو الأول من رمضان بحساب الفلك، وعليه صام مسلمو أوروبا بينما الوطن العربي بدأ الصيام اليوم، وأيضاً لسنا متأكدين من أن الجميع فعل ذلك لوجود طائفة كبيرة تخالف رغم الفتوى الواضحة بوجوب اتباع البلد الذي تقيم فيه أثناء الإعلان عن حلول الشهر المبارك..
وتخالف بعض الولايات في جنوب آسيا هذه الفتوى فتتبع المملكة العربية السعودية!!! ألم أقل لكم إنها معضلة؟؟
إنني أعجب كل العجب من حدوث ذلك مع كل هذا التقدم العلمي الهائل الذي نعايشه!!
وإلى متى سيستمر؟؟
لا بد من مواكبة العصر وتطوراته، فالإسلام دين كل زمان ومكان..
فمتى تحل هذه المعضلة؟؟