رمضان هو الموسم الذهبي للمسلمين، يأتي كل عام حاملاً معه خيرات تفوق المجرات بتضاريسها، يهيئ الله -عز وجل- لعباده الأجواء لنهل الخيرات واكتساب الحسنات. فرمضان بأوقاته النفيسة فرصة ماسية لا يضيّعها إلا غافل.. وما يشغلني حقاً هو مشاهدة بعض النسوة وقد جعلن رمضان مهرجاناً للطبخ والأزياء والدعوات المسائية، فمنهن من تضيّع أثمن الأوقات (قبل المغرب) في تحضير طعام الإفطار والتفنن فيه بما يفوق الحاجة وأحياناً المعقول، فحسب بني آدم لقيمات يقمن صلبه. والإسراف في الطعام لا يحبه الله -عزّ وجل- كما أن بعضهن يضيعن سنة مؤكدة هي التراويح، ويسيء بذهابه إلى هناك بالعطر والطعام والأطفال دون سن التكليف، الذين يعيثون في المساجد إزعاجاً مما يؤثر على الإمام والمصلين، رغم أن أفضل صلاة المرأة هي التي تكون في بيتها حيث الخصوصية والخشوع! وبعض آخر لا يعترفن بالتراويح! فتصلي العشاء لتمضي الليل مسلسلة إلى التلفزيون حتى الفجر، وبذلك يفوت عليها أعظم الأوقات على الإطلاق!! ما تغفل عنه هؤلاء النسوة هو أن رمضان وقت نفيس كالأنفاس تماماً يذهب ولا يعود حتى قيام الساعة. والعاقل من ادخر ليوم لا ينفع فيه زوج ولا بنون. المسلمة الحقة هي المعتدلة في كل شيء في عباداتها فلا تهمل واجباتها كزوجة وأم، والعكس صحيح أيضاً.. وإن كان لا بد من الانشغال فلتخصص على الأقل سويعات قليلة خلال اليوم للتزود بالطاعات، وتقترح إحدى الداعيات أن تكون السويعات على النحو التالي: الساعة الأولى قبل المغرب.. ولتعلمي أهل بيتك بأن هذه الساعة لك واستغليها بالدعاء والإنابة لك ولأهل بيتك، لأن للصائم دعوة لا ترد. الساعة الثانية قبل أذان الفجر.. اجعليها للاستغفار، قال تعالى: «وبالأسحار هم يستغفرون»، فاستغلي هذه الساعة بالاستغفار لك ولأهل بيتك وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.. الساعة الثالثة قبل الإشراق.. وهي للذكر فاذكري الله تعالى وأفضل الذكر (لا إله الا الله) حتى تشرق الشمس، ثم صلي الشروق، فإذا حرصت على هذه الساعات كل يوم سوف تحصلين على 90 ساعة تامة على أكمل وجه. فلا تتواني عن انتهاز هذه السويعات ولا تخسري أوقاتاً ثمينة ستذهب إلى الأبد. أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على الصيام والقيام والإكثار من الأعمال الصالحة. إضاءة إدمان التلفزيون صعب كإدمان السجائر، وعليه قد لا يستطيع البعض الانقطاع عنه تماماً، لذلك عليك أن تتجنبي فواحش المسلسلات وانحراف البرامج، وتحسني اختيار ما يتفق مع روح هذا الشهر الكريم.