هو اليوم الأسبوعي الذي يخصصه الأبناء والبنات المتزوجون لزيارة البيت الكبير، حيث الوالدان والإخوة والأخوات.. وهو يوم غني بالخير والرحمة والمشاعر الطيبة التي تميز صلة الأرحام وبر الوالدين.. كما أنه لا يخلو من مناوشات وخلافات ناتجة عن اختلاف الرأي حول قضايا مختلفة تتصدرها التربية والتعليم، وتتذيلها أخبار الريجيم والوصفات الجديدة في عالم التغذية والتجميل. ولا تختلف مجالس الرجال كثيراً عن ذلك، وربما يفضل الرجال الاجتماع خارجاً.. ولا يهم مكان الاجتماع بقدر ما يهم استمرار اليوم العائلي في إغناء الروابط العائلية، وإسعاد الوالدين بالاجتماع حولهما.. الوالدان اللذان تتجسد فرحتهما في لقاء الأحفاد في متعة لا يشبهها إلا نفسها.. فتجدهما يحشدان الهدايا والعطايا لأولئك الصغار الذين يتقنون فنون التواصل معهما.. فسبحان الله الذي جعل للإنسان امتداداً يتمثل في الأحفاد يشهده بنفسه ويساهم في تربيته وتوجيهه وإرشاده بغرس القيم والأخلاق، عبر حكايات مؤنسة تجذب الأطفال حوله كأنهم فراشات جميلة يتحلقنّ حول هالة من نور.. اليوم العائلي فرصة تربوية مثمرة لو طعم بجلسات ثمينة يذكر فيها الله -عزّ وجل- وتحمد من خلاله نعمه التي لا تعد ولا تحصى وتأتي العائلة في مقدمتها.. حينها يتربى الصغار على حقيقة أن الدين هو الحياة ولا يمارس بعيداً عن تفاصيلها اليومية.. إنني أعتبر البيت هو الحصن الحصين الذي يحمى الإنسان من مخاطر الحياة والآثار السلبية للتغيير.. لذا أرجو أن يقوم كل منّا بدوره في حماية سمات مجتمعنا المحافظ من الاضمحلال والاندثار. وأجد أن اليوم العائلي أحد روافد البيت الكبير الذي يعد ملجأ الإنسان الأول والأخير.. إضاءة التغيير سنة الحياة، وكلما كان المجتمع واعياً قوياً استفاد من إيجابيات التغيير وتفادى سلبياته.