الكارثة!

Loading

 ما سأتحدث عنه لاحقاً يحتاج إلى دق نواقيس الخطر، لعلها تُسمع من يهمه الأمر فيتخذ إجراءات صارمة ليوقف المنكر الذي رأيته بعيني، وسمعت عنه ما يندى له الجبين ويجعل الحليم حيران. ففي مناسبة عائلية بأحد الفنادق الكبرى، وأثناء الاستعداد لدخول قاعة الاحتفال، لفت نظري دخول بعض الفتيات (15 – 25) عاماً إلى الحمام، وخروجهن منه كاسيات عاريات مبتذلات، ولا أبالغ إن قلت إن بعضهن سترت العورة الغليظة لا أكثر! ولن أتحدث عن الزينة المبالغ فيها، حيث شهدت المرايا تنافساً ضارياً!! فعقدت العزم في نفسي على طردهن من مناسبتنا، فلا أريد لمثلهن أن يلوثن أبصارنا، وبالفعل عبرت عن هذه الرغبة لمن صادفته من الفتيات في عمرهن، ظنّا مني أنهن ضيفاتهن!! ولكنهن لم يظهرن في حفلنا، فذهبت وراء فضولي أبحث عنهن لأفاجئ بالكارثة!! حفل صاخب لم أشهد مثله إلا في أغاني الراب الملوثة وأفلام الدرجة الثالثة!! رقص (هابط) يصفه أهل أميركا أنفسهم بأنه رقص السيئات والسيئين في مجتمعهم!! دخلت وأنا مصدومة من المشاهد التي أراها، رقص ماجن، اتخذت فيه المسترجلات دور الرجال، والماجنات العاريات دور بنات الهوى، ولك أن تتخيل المشهد!! فخرجت وأنا أبكي ما وصل إليه الحال في غياب ملحوظ للوالدين الحريصين، والمعلم المربي، والشيخ المؤتمن، والقنوات الوطنية، التي تعلي القيم وتدعم الهوية!! عدت إلى البيت بهذا المقال إلا أن المناسبة العائلية أخذت وقتي وفكري حتى انتهيت منها.. لكن المشهد البغيض عاد بعد أشهر ليطل عبر أمّ حدثتني قائلة إن ابنتها ذات 33 ربيعاً تلقت دعوة لحفل وداع العزوبية! وحينما استفسرت عنه من صديقتها وجدته شبيهاً لما شهدته بعيني في ذلك الفندق!! المسترجلات رجال والتفاح خمر والعري والمجون يتصدران المشهد!!! ويمنع حضور الأمهات والخادمات!!! وزاد الوجع حينما أكدت لي محدثتي أنها خاطبت أم صاحبة الدعوة عن مضمونها فردت عليها بأنها تعلم وتوافق على ذلك، لأنه أفضل من ذهاب ابنتها مع الشباب!!! أي منطق هذا؟ وأية عقلية هذه؟ أي أم تقبل على ابنتها هذا السلوك الماجن، فقط لأنه بين البنات؟ ومن أخبرها أن للمجون حداً يتوقف عنده؟ أية كارثة أخلاقية هذه؟ لماذا وصلت بعض الفتيات إلى هذا الحد من الرخص فتقبل على نفسها دور بائعة الهوى التي تتنقل بين الحفلات لتصادق المسترجلات؟ لم نكن نعرف ذلك قبل أن تتحول الأنشطة اللاصفية إلى بيجاما بارتي وغيرها من مناسبات الغرب واحتفالاتهم، فصار التقليد أعمى حتى دخلنا غار الفساد والتلوث.. ومن ينصح أو ينتقد يوصم بالرجعية والتخلف! إنني أرسل هذا المقال لكل صاحب ضمير في البيت والمدرسة والمسجد والإعلام لمراجعة أنفسهم لينظروا ما الذي جعل الحال يصل إلى هذا؟ أرسله إلى كل مسؤول عن حماية المجتمع، أطالبه بأن يقطع دابر هذه الممارسات البغيضة حتى لا نجد بيننا حفلات للجنس الثالث وعبّاد الشيطان.. اللهم هل بلّغت… اللهم فاشهد إضاءة: لتتخذ قراراً بالإنجاب يجب عليك أن تكون جديراً بما سيمنحه ذلك من تكريم، وقادراً في الوقت ذاته على تحمل تبعاته، وأهمها التربية الحقيقية الموجهة. فالأبناء أمانة تسأل عنها يوم الحساب.. فجهّز نفسك لذلك..